أنصار الله: الشعب اليمني لن يقبل الحكم بالغلبة والقهر والتسلط

أنصار الله: الشعب اليمني لن يقبل الحكم بالغلبة والقهر والتسلط

السياسية - Thursday 18 December 2014 الساعة 08:32 am

دعت جماعة الحوثي، الأطراف السياسية في البلاد، إلى إعادة " تصويب أنظارهم نحو المستقبل وأن نغادر الماضي المثقل بالاستبداد". وأكدت، الجماعة في كلمتها التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمجلس الحزبي الوطني للحزب الاشتراكي اليمني، في الـ15 من شهر ديسمبر الجاري،، حمزة الحوثي نيابة رئيس المجلس السياسي لأنصار الله صالح الصماد، " استحالة التفرد بالسلطة والحكم لأي طرف سواء كان حزباً أو قبيلة أو منطقة أو لوناً مذهبياً معيناً"، مشيرا إلى أن "الشعب اليمني لن يقبل الحكم بالغلبة والقهر والتسلط من أي طرف كان، وأنه قادر على انتزاع حقه في الحياة الحرة الكريمة والديمقراطية، في ظل نظامه الجمهوري الديمقراطي ودولته المدنية". وثمنت، جماعة أنصار الله " مواقف الحزب الاشتراكي اليمني الوطنية المشهودة من مختلف القضايا والأزمات ولا سيما موقفه من الحروب الست الظالمة على محافظة صعدة والذي مثل رافعة للموقف الوطني الرافض لنهج الحرب والعنف، الداعي وبقوة للحوار كسبيل وحيد لحل الأزمة". نص الكلمة: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد المبعوث رحمة للعالمين وآله الميامين وصحبه المنتجبين. الأخ المناضل الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني.. الأخوة والأخوات أعضاء المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني.. الأخوة والأخوات المندوبون إلى المجلس الوطني للحزب الاشتراكي اليمني الحضور جميعا.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يسعدني أن أقف أمامكم في هذه المناسبة السياسية والوطنية الكبيرة، مناسبة انعقاد المجلس الوطني لحزبكم العريق ناقلاً إليكم تحايا وتبريكات قيادة أنصار الله بهذه المناسبة وتمنياتهم بأن يحقق التئام هذا المجلس كل ما من شأنه تعزيز وتفعيل البناء التنظيمي والمؤسسي، والدور النضالي والوطني المأمول للحزب – بإذن الله – وتحقيق تطلعات وآمال مناضلي وأعضاء الحزب وأنصاره ومحبيه في طول اليمن وعرضه وعلى الصعد كافة وفي مختلف القضايا الوطنية، ليكون لبنة أساسية في صنع مستقبل حر كريم يتطلع إليه كل أبناء الوطن اليمني في الداخل والخارج. الأخوة والأخوات الأعزاء: إننا كنا وما نزال نقدر الدور الوطني الكبير الذي اضطلع به الحزب الاشتراكي اليمني عبر تاريخه وفي كل المحطات والمتغيرات والظروف التي مرت بها اليمن، فكان بحق الكيان الوطني الرائد في تحقيق حلم الشعب اليمني بقيام دولة الوحدة اليمنية ذات نهار، أشرقت فيه الآمال الكبار في 22 مايو 1990، وكان الصوت والموقف المدافع عن حقوق البسطاء من أبناء الشعب، وصوت التنوير والتحديث وإنصاف المرأة، والصوت الوطني المقارع للظلم والاستبداد المتمسك بالنهج الديمقراطي التعددي، الرافض لسياسات الإقصاء والإلغاء ونهج الحروب الجهوية والمذهبية والمشاريع الصغيرة التي انتجتها ثقافة التخلف وسلطة الاستبداد العصبي والتي كلفت الحزب تضحيات غالية من خيرة مناضليه وكوادره الفذة. كذلك فإننا نثمن عالياً مواقف الحزب الاشتراكي اليمني الوطنية المشهودة من مختلف القضايا والأزمات ولا سيما موقفه من الحروب الست الظالمة على محافظة صعدة والذي مثل رافعة للموقف الوطني الرافض لنهج الحرب والعنف، الداعي وبقوة للحوار كسبيل وحيد لحل الأزمة. إن انعقاد المجلس الوطني للحزب الاشتراكي اليمني يأتي في ظل ظروف دقيقة ومفصلية والبلاد تمر بمرحلة تحول متسارع وتحديات عديدة محلية وخارجية تتطلب من كل القوى الوطنية السياسية والاجتماعية تغليب المصلحة الوطنية على كل ما عداها، وتعزيز روح الشراكة والحوار والقبول بالآخر على كل ما عداها من حسابات للخروج باليمن إلى بر الأمان وفق خارطة الطريق التي عبر عنها اتفاق السلم والشراكة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي أجمعت عليها كل القوى السياسية اليمنية وحظيت بدعم ومباركة الأطراف الإقليمية والأجنبية. وفي هذا السياق نعيد التأكيد على ضرورة أن يعيد الجميع تصويب أنظارهم نحو المستقبل وأن نغادر الماضي المثقل بالاستبداد وادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة والذي سادت فيه قيم الإقصاء والتهميش والاحتكام إلى العنف وسياسة الحروب وإدارة شؤون البلد بالأزمات والارتهان والتبعية للخارج للأسف الشديد. الأخوة والأخوات الحضور: يجب أن نتعلم من دروس الماضي استحالة التفرد بالسلطة والحكم لأي طرف سواء كان حزباً أو قبيلة أو منطقة أو لوناً مذهبياً معيناً, وعلينا جميعاً اليوم – وبعد كل المعاناة التي نعيشها، وبعد كل ما مرت به اليمن من ثورات وانتفاضات شعبية ونضالات جماهيرية ما تزال مستمرة – أن نعي جميعاً أن الشعب اليمني لن يقبل الحكم بالغلبة والقهر والتسلط من أي طرف كان، وأنه قادر على انتزاع حقه في الحياة الحرة الكريمة والديمقراطية، في ظل نظامه الجمهوري الديمقراطي ودولته المدنية التي تضمن لكل أبنائها المساواة والعدالة والكرامة وتكافؤ الفرص مهما كانت الصعوبات والتحديات ومهما تطلبه ذلك الحق من تضحيات. لقد آن الآوان أن نلتفت جميعاً إلى مستقبل أبنائنا بكثير من التفاؤل، وكثير من الأمل بوطن يليق بعراقة هذا الشعب اليمني الكريم، وموروثه الحضاري الخالد، والتوجه نحو المستقبل لن يكون إلا بمغادرة الأحقاد والضغائن وترسبات الماضي ومعوقاته، وأن نقبل بوجود بعضنا، وأن نتحاور ونتسامح ونتسامى على كل الجراح والآلام، ومن حسن حظنا اليوم أن كثيراً من معالم ذلك المستقبل واضحة ومشخصة أمام الجميع بما تضمنته مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة. وفي الختام أجدد التبريكات والتهنئات للأخوة والأخوات في الحزب الاشتراكي اليمني بمناسبة انعقاد مجلسهم الوطني الموقر والذي نأمل أن تكلل أعماله بالنجاح والتوفيق لما فيه مصلحة الوطن اليمني المزدهر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. آ