الاجهاز على القوات الجوية..!

الاجهاز على القوات الجوية..!

السياسية - Monday 30 March 2015 الساعة 11:38 am

سامي نعمان تدمير سلاح الجو اليمني هو احد الاهداف الاستراتيجية التي اجتهد لاجلها كثير من القادة في السلم والحرب، اذ عملوا بخطي حثيثة علي توفير كل اسباب النكبات الجوية، اذ تحطمت عشرات الطائرات في غضون العقد الاخير. اثنتان من احدثها علي الاطلاق تحطمت في يوم واحد في صعدة خلال الحرب الخامسة، تبعا لتنفيذ اوامر القيادة الفهلوية، دونما حساب التبعات. والان تكفلت ضربات عاصفة الحزم بالاجهاز على بعض الطائرات في ملاجئها رغم انها سبق وان شلت قدرات القاعدة الجوية، وما كان هناك من داع لتدميرها، وبيدها وسائل اخرى لتعطيل حركتها.. لكنها حسابات الدول التي لا تفكر بضمان تنفيذ اهدافها دون مراعاة لاقلها كلفة.. ولئن لم تنجز هذه المهمة من قبل تحالف العصف لكانت الميليشيا المسلحة التي اغتصبت الدولة ومقدراتها تكفلت بها بعد ان استباحت القوات الجوية، كغيرها من مؤسسات الدولة ، بمزاعم وترهات الحماية والتامين ومكافحة الفساد، مع انها عينت قائدا "صراخا" لقاعدة الحديدة حقق رقما قياسيا في النهب لم تالفه القوات الجوية في تاريخ كل فسدتها التاريخيين، اذ نهب 11 قاطرة كيروسين في اسبوع كان وفرها القائد السابق "الفاسد"، ومع ذلك كان اسم الرجل مطروحا ضمن خيارات الجماعة لقيادة القوات الجوية. استباحوا القوات الجوية، دون ادراك لحساسيتها للمجتمع الدولي، حتى لو كانت اضعف قوة جوية في العالم، اذ لا توجد ميليشيا مسلحة تسيطر علي سلاح الجو، حتى لو كانت طائراتها تمشي على المدرج دون ان تطير.. ثلاث طائرات ميج 29 تحطمت بالامس كليا، واخرى تضررت جزئيا، وخمس طائرات اخرى تضررت واعطبت في الضربة الشاملة الليلة الاولى، بينها طائرتي استطلاع سيسنا، وطائرة نقل (كاسا) هي افضل ما يمتلكه اللواء الثاني وقدمت مساعدات من امريكا حفظها الله، للدولة التي اغتصب سلطتها من يلعنها ويدعو لها بالموت بعد كل صلاة.. تدمير طائرات ميج29، رغم ان القوات الجوية اصبحت شبه مشلولة، يشير لمغزى اخر للضربات، انها تهدف لتدمير اي سلاح استراتيجي تمتلكه البلاد، ومثل هذا السلاح ان صلحت النوايا وتهيات اوضاع البلاد لن يقوم هؤلاء بتعويضه واعادة اعماره. تدمير البنية الاستراتيجية للجيش غدا اولوية، في دول العالم الثالث التي تشهد اضطرابات تسمح لميليشيات طائفية مسلحة الاستيلاء على مقدرات الدول العسكرية بما يجعلها خطرا حقيقيا داهما على السلم الاهلي وعلى المصالح الدولية.. في اليمن اصبح تدمير السلاح اولوية ملحة بالنسبة للحلفاء وداعميهم، بعد ان اصبح جزءا من ترسانة عسكرية بيد ميليشيا عدوانية لم تتورع في استخدام هذا السلاح السيادي في مهاجمة مقر رئيس شرعي سعيا لقتله والتخلص منه ليلخو لها الجو لاكمال مخططها الانقلابي البربري لحكم البلاد، واخضاع مواطنيها بالقوة، وهو الرئيس الذي احجم عن مواجهة هذه الميليشيا بسلاح الجو او الارض منذ بدات غزواتها بحق اليمنيين من اهالي دماج المستضعفين، وحتى غزوتي صنعاء والحديدة التي كانت قواعدها تحتضن سلاح الجو. عقل الميليشيات يفكر في المغامرات والاذلال واستعراض القوة مهما كانت متواضعة، لكنها تقارنها بوضعها السابق دون ادراك لمقدرات العالم، وعقل الدول يفكر في مصالحها وامنها ومواجهة الاخطار المحدقة ومهما كانت الكلفة المترتبة على ذلك.. لكن يبقى الاهم وسط كل هذا الدمار ان الجنازة 231 التي يحاكم بسبب رفض الطيران عليها الطياران، طلال الشاوش وصادق الطيب، لازالت بكامل رونقها الخارجي، بما يكفل استمرار القضية حتي لو دمرت القوات الجوية برمتها، وبعد ان دمرت احدث الطائرات في ملاجئها، والخردة ستبقي تناضل لتطير وتنتحر مع طياريها.. لك الله يا يمن.. ========= الصورة لطائرة ميج 29 تحطمت في قصف تحالف العصف مساء السبت.