تحقيق للخليج يؤكد ان اليمن عمق استراتيجي وحزام أمن الخليج .

تحقيق للخليج يؤكد ان اليمن عمق استراتيجي وحزام أمن الخليج .

السياسية - Saturday 10 October 2015 الساعة 02:21 pm

آ أكدت صحيفة " الخليج " على الأهمية الاستراتيجية لموقع اليمن والتي تبرز بقوة على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية كافة في منطقة الخليج والجزيرة إضافة إلى أن هذا الموقع الاستراتيجي يعتبر مصدر اهتمام القوى الدولية باليمن على مر تاريخ هذه البلاد الطيبة الطاهرة . وتمثل اليمن البوابة الجنوبية لمدخل البحر الأحمر وتتحكم في الممر الذي يصله بالمحيط الهندي وعبر منطقة خليج عدن تحتضن كلا من البحر الأحمر والمحيط الهندي من الخاصرة وتتحكم كذلك في طرق الملاحة البحرية المؤدية إلى آسيا بالإضافة إلى ثقلها السكاني وتوجهاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتوازنة المستنيرة. كما تمثل اليمن العنصر الأساسي لأمن المنطقة واستقرارها ولضمان استمرار تدفق الثروة النفطية من دون مشكلات أو معوقات عسيرة وكل ذلك أهل اليمن للقيام بدور إقليمي فاعل في سبيل حماية الأمن والاستقرار والنمو لمنطقة الجزيرة والخليج بخبرة ومقدرة. وتشير الدكتورة مريم سلطان لوتاه أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات إلى أن اليمن وبمساحتها الجغرافية وكتلتها البشرية تعد عمقا وامتدادا أمنيا وسياسيا لدول الخليج العربية إضافة إلى أن متاخمتها للمملكة العربية السعودية التي تمثل ثقلا سياسيا بالنسبة لدول الخليج وللعالم العربي تجعل أي توتر أمني وعدم استقرار في اليمن يؤثر بالضرورة على أمن واستقرار السعودية ودول الخليج. وتضيف: بالإضافة إلى ذلك فإن وقوع اليمن على باب المندب يضيف لها أهمية استراتيجية خاصة ويجعل مسألة الاهتمام بأمنها واستقرارها مسألة لا تعني اليمن فحسب وإنما تعني دول الخليج والدول العربية بصفة عامة خاصة وأن ما شهده اليمن لا يمثل صراعا سياسيا داخليا فحسب وإنما صراعا تحركه إيران بالتعاون مع الحوثيين الذين تدعمهم ماديا وعسكريا كحلقة من حلقات نفوذها في المنطقة تهدف من ورائها إلى التحكم فيها عبر تحكمها في مضيق هرمز من جهة وباب المندب من جهة أخرى فيما لو استمرت سيطرة الحوثيين على مفاصل الدولة اليمنية بالإضافة إلى تهديدها بذلك للأمن القومي العربي بصفة خاصة. وتعتقد الدكتورة مريم لوتاه أن هذه المحاولات الإيرانية هي التي دفعت بدول الخليج إلى التدخل العسكري في اليمن والذي لم يكن خيارا بقدر ما كان اضطرارا للحيلولة دون تحقق ذلك السيناريو الخطر الذي كانت تهدف إليه إيران بالتحالف مع الحوثيين. ويؤكد الأكاديمي الدكتور عبدالله الخنبشي المدير السابق لجامعة الإمارات أن أهمية العلاقات اليمنية الخليجية تنطلق من عدة عوامل تاريخية وجغرافية وثقافية تجعل من الصعب عزل اليمن عن محيطها العربي المجاور لها مهما كانت الظروف أو المتغيرات الدولية والإقليمية صعبة او غير طبيعية نظرا لأن اليمن يرتبط بمصالح مشتركة كبيرة مع جيرانه الخليجيين تتمثل في التبادل التجاري الكبير بين اليمن وجيرانه الخليجيين وخاصة المملكة العربية السعودية. ويضيف ان المصالح الاقتصادية التي تربط اليمن بجيرانه الخليجيين تجعل من العلاقات بينهما علاقات استراتيجية وليست علاقات آنية أو علاقات عابرة لأن اليمن جار متاخم للعديد من الدول الخليجية وهذا ما يجعل دول الخليج العربي تتأثر بشكل مباشر من الناحية الأمنية إذا ما سادت الفوضى في اليمن أو تمكنت التنظيمات الإرهابية من أن تجد لها موطئ قدم على أراضي الجمهورية اليمنية. ويقول: بالنظر إلى الموقع الجغرافي لليمن نجده يطل على بحرين وخليج ومضيق بحري مهم جدا هو مضيق باب المندب الذي يربط بين دول الغرب ودول الشرق وعبره تمر السفن التجارية الدولية وكذلك السفن الناقلة للنفط الخليجي إلى دول العالم الغربي وهو ما يجعل مصالح الدول الخليجية متأثرة إن سيطر الإرهابيون على هذا المضيق البحري المهم أو سعت قوى محلية يمنية تابعة لإيران للتحكم في المضيق ومن ثم استخدامه سلاحا لصانع القرار السياسي. ويرى أن العلاقات اليمنية الخليجية متشابكة المصالح ومترابطة في كثير من الملفات المهمة منها الملف الأمني الذي يستحيل فيه بناء مستلزمات ومتطلبات الأمن الخليجي بعيدا عن أمن واستقرار اليمن لذا نجد أن من مصلحة اليمن بناء علاقات استراتيجية مع جيرانه الخليجيين وكذلك من مصلحة دول الخليج تمتين علاقاتها مع اليمن ودعم اليمن وأمنه واستقراره وعدم السماح لأي قوة دولية أخرى غريبة مثل إيران أو تركيا باختطاف اليمن وجعله بؤرة للتآمر على نفسه وعلى محيطة العربي الإسلامي الخليجي. أما الدكتور حمد بن صراي أستاذ التاريخ في جامعة الإمارات فيشير إلى أن اليمن وعبر مراحل التاريخ تمثل أهمية استراتيجية كبيرة للمنطقة حيث تتحكم في أهم مضايق الشرق الأدنى وهو باب المندب كما أنها كانت محل أطماع للأجانب وخاصة الفرس على مر العصور إضافة إلى ذلك تكتسب أهمية أكبر من خلال الجزر التابعة لها ومن أهمها جزيرة سقطرى التي تمثل أهمية استراتيجية خاصة جدا فمن يسيطر على اليمن وعلى سقطرى يسيطر على الخط الملاحي بأسره. ويضيف أن اليمن خاصرة شبة الجزيرة العربية ومن يتحكم في اليمن يسهل عليه الولوج ومن ثم السيطرة على باقي دول المنطقة إضافة إلى أن القوة البشرية اليمنية لو سخرت بطريقة خاطئة ستؤثر على دول الخليج أما لو تم استغلالها بشكل أمثل فستكون سندا لدول التعاون. ويؤكد الدكتور حسن النابودة أستاذ التاريخ والآثار عميد الكلية الجامعية بجامعة الإمارات أن اليمن يعد بوابة الجزيرة العربية عبر عصور التاريخ حيث إن جميع القوى الاستعمارية التي حاولت الوصول إلى الخليج العربي حاولت السيطرة عليه وعلى عدن على سبيل الخصوص ومن ثم توجيه أساطيلها إلى الخليج العربي. ويضيف أن اليمن منطقة حيوية ومهمة جدا لجزيرة العرب حيث تتميز بموقع استراتيجي جعلها قريبة من دول الخليج إضافة إلى الأماكن المقدسة التي تشكل أهمية خاصة للمسلمين في العالم لذلك وعلى مر العصور كانت دول الخليج وشبه جزيرة العرب في صف واحد مع اليمن وشعبه من أجل مواجهة الأخطار التي كانت تستهدفه من الخارج. ويضيف أن عاصفة الحزم وموقف دول التحالف ستذكره الأجيال القادمة لأنه حفظ الاستقرار ليس لليمن فحسب بل لشبه الجزيرة العربية أجمع وحماها من الأخطار التي تحدق بها. وأشار إلى أن اليمن يتكئ على قاعدة جغرافية عريقة وواسعة من دول جنوبي آسيا وجنوبي شرقي إفريقيا وبحار وخلجان ومضائق مائية فدولة بهذه المواصفات الجغرافية والاقتصادية والاستراتيجية يصعب أن تبقى خارج الاهتمام السياسي لمجلس التعاون الخليجي. آ