"تربة تعز" على صفيح ساخن من نذر مواجهة مسلحة جديدة للإصلاح

السياسية - Saturday 29 September 2018 الساعة 11:19 pm
تعز، نيوزيمن، محمد حمود:

تشهد مدينة التربة، جنوب محافظة تعز، تصعيداً مسلحاً ينذر بدورة جديدة من صراع حزب الإصلاح ومساعيه لفرض سيطرته المسلحة على كامل المناطق المحررة بالمحافظة.

وعلى الرغم من الحصار الخانق على مدينة تعز، ومواصلة قناصة مليشيا الحوثي حصد الأبرياء، يطارد الإصلاح مصالحه الضيقة في توسيع نطاق الصراع مع منافسيه على الساحة في مساعٍ منه لإخضاع الخصوم بتضييق نطاق تحركهم.

مدينة التربة، التي أطلقت شرارة المواجهة فور سماع اقتراب مليشيا الحوثي من المدينة، تقف اليوم أمام مشهد جديد من فصول الحرب الذي يرتب لها حزب الإصلاح تحت مسمى الجيش الوطني.

وكشف مصدر محلي في مدينة التربة لـ"نيوزيمن" أن مدير مديرية الشمايتين، عبدالعزيز الشيباني، القيادي في حزب الإصلاح، وزع أسلحة من نوع "كلاشنكوف" لعدد من أعضاء الحزب في المنطقة.

وأضاف المصدر، أن حزب الإصلاح استحدث عددا من النقاط الأمنية لمسلحيه بمداخل المدينة إلى جانب النقاط الأمنية التابعة للقوات الخاصة، وذلك بعد أيام من نقله لمسلحين من مدينة تعز إلى التربة.

واستغرب المصدر من التصعيد المسلح وإثارة المشاكل التي يقودها مدير مديرية الشمايتين في مدينة التربة الواقعة على خط تعز - عدن، شريان الحياة الوحيد قائلا، إنها حسابات سياسية تخدم أجندة خارجية هدفها إفشال دور التحالف العربي وجر الجيش لصراع داخلي يحيده عن مواجهة المليشيا.

وتعود بداية الصراع الذي رتب له حزب الإصلاح إلى ما قبل عام من إنشاء اللواء الرابع مشاة جبلي دون مسرح قتالي، وفتح معسكر في منطقة الأصابح وصدامه المباشر مع أبناء المنطقة الذين خرجوا في تظاهرات متكررة ضد عسكرة المنطقة، آخرها قبل أسابيع.

ومن الواضح أن مخاوف حزب الإصلاح ارتفعت بعد زيارة التحالف العربي للجبهات القتالية للواء 35 مدرع وتخوفهم من أن يخطف اللواء الضوء ويقود وتيرة العمليات العسكرية لتحرير المحافظة.

ومنذ عودة قائد اللواء 35 مدرع، العميد ركن عدنان الحمادي، إلى تعز بعد سفره لتلقي العلاج في الخارج، ارتفعت أصوات الإصلاح بالتخوين والهجوم الإعلامي، في محاولة للضغط عليه وإخراجه مجددا من المحافظة.

وأثارت زيارة قائد اللواء 35 مدرع الوحدات العسكرية بمعسكر بيحان بالتربة، اليوم، حفيظة الإصلاح التي بدأ المسلحون الذين جهزهم بالمدينة بالانتشار وفرض السيطرة.

مصادر مطلعة أكدت لـ"نيوزيمن" أن دورة الحرب التي يرتب لها الإصلاح بالتربة هدفها قصقصة أجنحة العميد الركن عدنان الحمادي من مربع الحجرية بعد حربها الشعواء وقصقصة أجنحة كتائب أبي العباس داخل مدينة تعز.

وأوضحت المصادر، أن أيادي الحزب بدأت قبل أسبوعين لمواجهة اللواء وتمثلت بالتحريض والاعتداء على مقر اللواء 35 مدرع الرئيسي الواقع في المطار القديم، لما يمثله من دلالة بطولية وعسكرية في صموده وحربه المتواصل ضد مليشيات الحوثي.

وأشارت إلى أن حملة إعلامية مسعورة تقودها الآلة الإعلامية للحزب التي جددت هجمتها ضد اللواء في محاولة منها لإبعاد الحمادي عن المشهد العسكري، وذلك ليتسنى لها تثبيت سيطرتها على التربة ومساومة التحالف العربي بعد ذلك بملف التحرير.

يذكر أن الحجرية هي المنطقة الوحيدة في تعز التي لم تصلها حرب مليشيات الحوثي، وشكلت النواة الأولى لقوات اللواء 35 مدرع بعد سقوط مقره الرسمي بالمطار القديم، وكانت نقطة انطلاق لتحرير المسراخ والصلو وجبهة حيفان وتأمين طريق هيجة العبد، بعد أن عدت الحاضنة الشعبية للمنطقة سندا مهما للواء الذي رفض أي مواجهة داخلية وباتت قواته في أولى قرى مدينة دمنة خدير.