صلاح الحيدري

صلاح الحيدري

إرث عفاش.. الدولة ضد العصابة

Monday 16 April 2018 الساعة 03:15 pm

توج الزعيم علي عبدالله صالح في 2 ديسمبر الماضي مسيرته الوطنية الحافلة بالعطاء والتضحية بتقديم روحه على خشبة الدفاع عن الوطن مدافعا عن قيم ومبادئ سكنته منذ شارك جنديا في ثورة سبتمبر الأم ودافع عنها في حصار السبعين مع ثلة من خيرة رجالات اليمن وقادة الجيش والقبائل.

وأكد الزعيم الشهيد خلال حياته وحتى استشهاده أن الثوابت الوطنية يجب أن تكون في مقدمة أي عمل عسكري أو سياسي أو إعلامي، بعيدًا عن أي حسابات خاصة أو إملاءات لنوازع النفس مهما كانت آثار الجراح غائرة ومؤلمة، وأن التسامي فوق الجراح للوصول إلى الغايات الوطنية الكبرى يجب أن يكون سيد الموقف قبل الشروع بأي جهد أو عمل يكون الوطن حاضرا في تفاصيله.

لايمكن لأي متابع أو مراقب لمسيرة الزعيم الشهيد صالح أن يغفل إحدى أساسيات أو مرتكزات عمله وتفكيره وخطابه وهي إعلاء شأن الدولة كتقليد أصيل في كل الدول الوريثة للحضارات القديمة وليس ببعيد آخر خطاباته قبل استشهاده بساعات حين حدد البرلمان كصاحب الشرعية الرئيسي كونه منتخبا من الشعب والسلطة للشعب أولا وجعل من البرلمان مدخلا لطي ملف الحرب والصراع.

وبعد الدولة كانت الثورة على رأس مقدسات الشهيد صالح الوطنية على اعتبار أن النظام الجمهوري وليد ثورة 26 سبتمبر وأساسها المتين، لذلك كان خطابه الأخير الذي حمل جملة من المحددات مرتكزا على قداسة الثورة وواجب الدفاع عنها والتضحية من أجل أهدافها.

هذا الإرث الوطني الكبير الذي تركه وخط مساراته الشهيد الصالح خلال مسيرته جنديا وضابطا وقائدا ورئيسا تسلم البلاد في ظروف حالكة ومضطربة وقادها إلى واقع مستقر لم تصله منذ مئات السنين من حكم الأئمة والجمهوريين.. هذا الإرث سيتواصل نهجا وفكرا وممارسة وخطابا لمن تسلموا بعده مهام وشرف الدفاع عن الثوابت والمقدسات الوطنية الجمهورية.

من سنن التاريخ والحضارات أن تزهر البطولات على أضرحة الشهداء نسلا يتقلد شرف مواصلة النضال والفداء وصولا إلى تصحيح كل مظاهر التشوه والإعوجاح التي تعتري الدول بفعل اعتلال أنظمتها وفساد وضعف وظلم ساستها كون الدول ذات الموروث الحضاري الضارب في أعماق التاريخ لايمكن أن تندثر أو تموت مهما اشتدت أعراض المرض.

وبالإشارة إلى الجهود والترتيبات التي تجري لبدء عمل عسكري يقوده من ينتسبون سواء إلى عائلة الزعيم الشهيد أو إلى المؤسسة العسكرية، فإن هذه العمليات لاتستهدف فئة أو حزبا أو طائفة أو قبيلة ولن تكون عملا انتقاميا أو ثأرا شخصيا من أحد أو جماعة بقدر ما هي تحرك عسكري وطني الدافع والهدف وجهد يمني للدفاع عن الثورة والنظام الجمهوري وتاريخ من التضحيات والنضال الوطني اليمني والمكتسبات التي تراكمت منذ ما بعد ثورة 26 سبتمبر.

وتشكل مليشيات الحوثي خليطا من التشكيل العصابي والمافيا والتنظيم الإرهابي الذي يسعى إلى الاستئثار بالسلطة والبلاد وجني الأرباح وخدمة مشاريع غير وطنيه عابرة للهوية ومن الظلم حصر الحوثيه في جماعه أو عائلة أو سلالة كما لايجوز ربط المليشيا بالقبيلة اليمنية التي شكلت رقما مهما في تاريخ الدفاع عن الدولة وثوابتها مهما حاولت المليشيات تسويق زيف الاستهداف والإنتقام من القبيلة وبعض العائلات لشدها الى مشروعها العبثي الذي أدخل اليمن في نفق مظلم.