محمد أنعم

محمد أنعم

تابعنى على

حراس الجمهورية وحملة المرجفين!!

Thursday 19 April 2018 الساعة 06:44 pm

الشارع اليمني منشغل جدا بأخبار المقاومة الوطنية (حراس الجمهورية) التي يقودها طارق صالح.. وهذا الانشغال في الأغلب نابع عن حرص وشعور وطني بان هذه القوات هي أمل الشعب لإخراجه من هذا النفق المظلم بعد فشل رهانه على الآخرين، وبالمقابل هناك قلة ممن فقدوا عقولهم خوفا من تضرر مصالحهم الشخصية، فذهبوا بنزق لمهاجمة هذه القوة ومحاولة التقليل من شأنها ومهاجمة قائدها دون سبب، على الرغم أنها تقف في خندق واحد مع كل القوى الوطنية التي تتبنى الخيار العسكري ومع الأشقاء، أيضاً، لتحقيق هدف وطني واحد هو تحرير اليمن من عصابة الحوثي والقضاء على خطر التمدد الإيراني.

وما يثير الاستغراب هو أن هذه الحملة المسعورة طالت أيضا دولة الإمارات الشقيقة.. ونقول بعبارة أوضح، إن هؤلاء المزوبعين يريدون أن يستأثروا على كل شيئ ولا يعملون أي شيئ.. وعندما عجزوا عن تحقيق غايتهم سارعوا لتوجيه سهامهم نحو المقاومة الوطنية والإمارات وليس ضد الحوثي وإيران.. يبررون ذلك بالادعاء انهم: خائفون من الرهان على الفاشلين، ويتناسون أنهم هم الغارقون منذ سنوات في مستنقع الفشل.

صدق من قال: ما أكثر الذين يخوضون معارك هش الذباب باليمن في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخنا.. اتركوا المعركة تبدأ، على الأقل.. لا تستبقوا الأحداث.. اتركوا هذه المهمة للحوثي الذي يرتجف خوفا وهلعا من تحرك قوات المقاومة الوطنية.. فلماذا تخافون أنتم؟؟

هدئوا من روعكم، فأهداف حراس الجمهورية هي النضال من أجل تحرير بلادنا من عصابة الحوثة تنفيذا للوصايا التي أعلنها الزعيم علي عبدالله صالح ومنها استعادة النظام الجمهوري والقضاء على التواجد الإيراني وفتح صفحة جديدة من العلاقات الأخوية مع الأشقاء.. فلماذا إذا حملات الاستعداء ضد هذه القوات وقائدها ولمصلحة من ؟؟ ولماذا تأتي الحملة في هذا التوقيت الذي استكملت استعداداتها لخوض معركة تحرير الساحل الغربي كخطوة على طريق تحرير العاصمة صنعاء من عصابة الحوثي الكهنوتية.

أود بالمناسبة أن أنقل ما قاله ذات يوم في وسط ميدان التدريب العميد طارق صالح وهو يخاطب طلائع المقاومة الوطنية حراس الجمهورية والذي تحتفظ به ذاكرتي:(سنخوض الحرب لإيقاف الحروب والصراعات العبثية التي أشعلتها عصابة الحوثي الكهنوتية.. وسنضحي بكل شيء من أجل أن يعم الأمن والاستقرار والسلام ربوع اليمن.. الحوثي سبب الحرب.. فرض إقامة جبرية على رئيس الجمهورية.. نفذ مناورة على الحدود مع الأشقاء ..و.و.الخ). وأضاف: (قرار الحرب ليس بيد الحوثي، بل بيد إيران..).

هذا القول الفصل جعلني أدرك أبعاد كل هذا الاهتمام الداخلي والخارجي بتحرك حراس الجمهورية ولا ألتفت للهجوم غير المبرر على طارق عفاش.. على هؤلاء ترك هذا التهريج.. فقد شاهدت المارد السبتمبري يستعيد أنفاسه من جديد من هنا من عدن الثورة والتحرر.. جادت به الأقدار ليتحمل المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الحرجة، ليس لديه مشروع خاص ولا شخصي، بل إنه يحمل مشروعا وطنيا، هذه هي الحقيقة.. ويلتف حوله فرسان اليمن الذين يتدفقون من كل قرية ومدينة حاملين رؤوسهم على أكفهم من أجل تحرير الوطن.. كل إنسان له حضور في درب النظال الوطني.. يكفي انهم تركوا كل شيء.. المال والأهل. بل بينهم من تركوا فلذات اكبادهم في قبضة عصابات الغدر والإرهاب التي حولت الوطن إلى ساحة موت مفتوحة.

وعندما تشاهد تدفق الآلاف للانضمام إلى صفوف المقاومة الوطنية والذين يعلنون الاستعداد لتقديم أرواحهم قرابين في مسيرة نضال شعبنا ومن أجل وضع نهاية للقتل والدمار والإرهاب والاستبداد الكهنوتي الحوثي.. هنا على الجميع أن يصمتوا.. ويدعوا غيرهم ينجزون ما عجزوا عن تحقيقه، أو من الأفضل أن يمدوا أيديهم لبعضهم البعض كفرسان نبلاء لحسم معركة شعبنا مع العدو الأول لليمن.

وأنت تصغي لأحاديث أبطال حراس الجمهورية تدرك انهم يحملون معاناة وطن وشعب، ويجمعهم الموقف الرافض لعصابة الحوثي وإسقاط مخططهم التآمري على بلادنا ودول الجوار.. أما بقية مشاكلنا فيمكن حلها عبر الحوار.

والمثير للدهشة أنهم قرروا وبصورة جماعية أن يخلعوا رتبهم العسكرية بما في ذلك كبار الضباط وقد شاهدتهم يتلقون التدريبات مثلهم مثل بقية الجنود لا يكترثون بمناصبهم ولا بالرتب التي يحملونها.. يفعلون ذلك عن قناعة تامة وإيمان بأنهم جنود مجندون فداء للوطن ومن أجل استعادة النظام الجمهوري ومؤسسات الدولة المختطفة، قاطعين على أنفسهم العهد بان يردوا الاعتبار لشعبنا وللرتب العسكرية بعد أن صار الحوثة يمنحونها للقتلة واللصوص وقطاع الطرق والعملاء.

هذا جزاء من اللوحة الوطنية الرائعة لحراس الجمهورية التي تتشكل من كل مناطق اليمن.. تذكروا أن خنادق الدفاع عن الوطن ومصالحه شيئ، وخنادق الدفاع عن المصالح الشخصية والحزبية شيئ آخر.. الأفضل أن نحرص على القواسم المشتركة التي تجتمع حولها كل القوى الوطنية مهما تباينت الآراء فيما بينها، بدلا عن تقديم خدمات مجانية للحوثة على حساب الهدف الوطني الذي أجبر كل القوى الوطنية بالساحة أن تقف في خندق واحد في هذه المرحلة التاريخية الحرجة.