محمد سعيد الشرعبي

محمد سعيد الشرعبي

تابعنى على

هبة التحالف إلى تعز

Sunday 29 April 2018 الساعة 06:51 pm

كلما انتصرت تعز على شرورها الكامنة، وأخمدت نار الفتن يهب المستفيدون من اللادولة لتفجير الوضع بغية عرقلة جهود تعزيز حضور الدولة.

دفعت تعز الأسبوع الماضى ثمناً باهظاً لطي مرحلة اللادولة وبداية عهد الدولة، ومازال الطريق طويلاً، وملئياً بالتحديات، وهنا لابد من وجود إرادة رسمية قادرة على تحقيق حلم الناس.

لقد هزمت الحكمة التعزية جنون البندقية الثأرية، وأتيحت للعقلاء فرصة استثنائية لتسخير الإمكانيات والطاقات وحشد الجهود نحو الهدف المنشود المتمثل في بعث الحياة بعد سنوات الموت والخراب.

وإقرار اللجنة الأمنية، اليوم، آلية لاستلام المقرات والمنشآت الحكومية خطوة عملية ممتازة ستقطع الطريق على المراوغين والمعرقلين لخطة تطبيع الحياة في المحافظة وتمنع نشوب نزاع جديد.

اللافت بعد يوم من توقيع اتفاق التهدئة - كأول إنجاز تعزي- يوقف إراقة الدم تشكيل قيادة التحالف لجنة عسكرية مهمتها المعلنة الإشراف على عملية استلام المقرات العامة والخاصة ومراقبة جهود إحلال الأمن والسلام الدائم في المحافظة.

يبدو لي هدف هبة التحالف العربي تقديم أنفسهم جهة مشرفة عن تعز ومساندة للمحافظ وليس معرقلاً للشرعية، وتصدير صورة إيجابية عن دورهم الخلاق لخبراء مجلس الأمن بدليل تشكيل اللجنة من قيادات عسكرية شرعية.

وثمة من يعد تشكيل قيادة التحالف اللجنة تجاوزاً لأهداف التدخل العربي، وتأكيد وصايتهم على قرار الشرعية وبداية للنفاذ إلى قلب تعز وتفعيل دورهم المحوري فيها عبر تفعيل وجود الدولة المغبية من قبل الجماعات.

تدرك دول التحالف صعوبة ترسيخ حضورهم في تعز عبر التشكيلات المليشياوية، وليس أمامهم سوى دعم تفعيل المؤسسات، وإسناد سلطة المحافظ، ومثل هذه التوجهات ستكون محل اتفاق لا خلاف مع الشرعية، كما أتوقع.

هناك رؤى متقاربة بين الشرعية والتحالف عن تعز، وتجسد ذلك في اختيار المحافظ، وسيكون الاختبار الحقيقي لوفاقهم في تذليل العقبات أمامه وديمومة إسنادهم خطة تفعيل المؤسسات وضبط الأمن وإنهاء الانفلات وتطبيع الحياة.

أعلنت الأحزاب والجماعات المتفائلة والمشككة عن دعمها خطة المحافظ أمين محمود، وسوف تثبت لنا الأيام مصداقية مواقفهم المعلنة، وبالذات بعد بدء دخول التحالف على خط معركة استعادة المؤسسات وتثبيت الأمن وتعزيز حضور الدولة.

وبين الواقع والتوقعات، هناك مخاوف واضحة لدى أطراف سياسية من نوايا التحالف العربي في دعم عملية استعادة الدولة في تعز، ومنهم من يتحدث عن وجود مؤامرة هدفها إزاحتهم من القيادة وإنهاء نفوذهم على قرار المحافظة.

ولدى أطراف قدرات وإمكانيات لإثارة العامة وتهييج الرأي العام للتعبير عن رفضهم لأي تحركات مضادة لمصالحهم أو توجه لإنهاء نفوذهم، ولكن تحديات المرحلة كشفت الأقنعة وبينت الحقائق، ومع ذلك، تعزيز وجود الدولة كفيل بإنهاء دويلات الجماعات والعصابات.

الأهم والمهم هو مواقف أبناء المحافظة المنحازة لجهود الدولة بدون شروط ضد دويلات العصابات، وشعارهم الأثير المترجم لحقيقة إيمانهم العميق بالجمهورية ورفضهم عبث أعداء الحياة: (دولة لا مليشيات).