عبدالفتاح الصناعي

عبدالفتاح الصناعي

تابعنى على

هل تتمخض الحرب ميلاد حركة وطنية جديدة؟!

Wednesday 30 May 2018 الساعة 08:42 pm

لن تحسم المعركة بسهولة.. وإنما هذه بداية لمراحل قد تطول.. وما يظهر الآن ليس نتائجها ونهايتها.. وأن تظهر بعض ملامحها..
الملامح التي تظهر تعني بأن هذه المرحلة قد تكون بداية أولية لمعركة مفصلية وحاسمة على المستوى الفكري والسياسي كما هو على المستوى العسكري.

وبعيداً عن أي انحياز وتفضيل طرف على طرف أو التفضيل بين العديد من الأطراف.. وبعيداً عن الكلام عن الجانب العسكري والميداني للمعركة.. دعونا نتوقف قليلاً عند الجانب السياسي والقيمي للمعركة الوطنية بشكل عام ودون اجتزاء.. وهذان الجانبان مترابطات أشد الترابط ولا يمكن فصل أحدهما عن الآخر..
فالجانب القيمي متثلاً بالقيم الوطنية والاخلاقية والإنسانية.. ينبغي أن يقوم على البعد المعرفي والوعي للتجارب السابقة والاستفادة منها بتطوير الأفق السياسي.. وهذا التداخل والترابط المعقد بين الجانب القيمي والسياسي.. وينبغي أن يكونا في حالة من الانسجام والترابط.. ولمعرفة بأن هذا الترابط بينهما يؤدي وظيفته بشكل صحيح وسليم فإنه يظهر مؤشر يدلنا على هذا.. المؤشر هذا الدال على أن الأمور تمشي بالطريق الصحيح وأن حالة التناغم والتكامل بين القيم الوطنية والأخلاقية المجردة وبين البعد السياسي.. وذلك بطريقة ذكية تمزج بين المثالية والواقعية ولاتقع ضحية لتطرف ما.. فتكون النتيجة هي حالة الإبداع السياسي وتجلياتها الإعلامية.. هذا المؤشر هو الدال على صحة العلاقة.. كما أن المؤشر الدال على وجود الخلل والتناقض بين ادعاء القيم المجردة والمبالغة بها.. وبين البعد السياسي وهو حالة البلادة السياسية وعدم تبلور رؤية سياسية وإنما رفع شعارات ومبالغات وأوهام وخيانتها ونقضها على الواقع.

مقتضيات الحالة الأولى هي القفز على التجارب السابقة وأخطائها وتحالفاتها وتعقيداتها.. إلى حالة أوضح من الخطاب الإعلامي المرتكز على القيم الوطنية والاخلاقية.. برؤية واقعية والوضوح الكامل بعيدا عن خطاب الاستقطاب والتجييش والتأسيس لتحالفات هزيلة ومريضة لن تفيد بل تضر.

اقرؤوا كل معاركنا وأحداثنا الوطنية الكبرى تجدوا أننا فشلنا هنا بهذه النقطة تحديد.. ونعيد الفشل بصيغ مختلفة وأحداث جديدة..
لذا علينا بأن نعي بأن هنا معركتنا الوطنية الكبرى والتي لن ننتصر فيها إلا بالقيم والرؤية الواقعية والإبداع السياسي.. وأن التطرفات والخطاب الطيباوي والمثالية التي تقفز على الواقع.. والعداء والحقد والخصومة الذي لاتحكمه القيم ينتج الفشل ويعيد خلق المشكلة من جديد بعدة طرق.
وبالتالي فالمطلوب هو حركة وطنية جديدة تقوم على رؤية وأفكار ووعي وتطلعات هكذا..
فهل نحن في حالة مخاض وتمخض لهذه الحركة الوطنية.. ستشهد الأيام القادمة تبلورها..
نعم يبدو هذا لربما.. وينبغي على كل من لازال متمسكاً بالحلم الوطني أن لايستسلم لليأس والإحباط.. فبعد كل تعقيدات انفراجات.. ونهاية كل حروب سلام.. وحينما يشتد الظلام يأتي الفجر.. فعلينا في أشد الصعاب والتعقيدات أن نحافظ على اتزاننا ونتمسك بقيمنا وبأدوات صحيحة وسليمة.. لنخلق حالة من الإبداع السياسي.. التي سوف تهز الفاشلين والعاجزين والمدعين.