أبوبكر محمد

أبوبكر محمد

معركة الحديدة... والإصلاح!

Thursday 31 May 2018 الساعة 12:12 am

الحوثي قام باحتلال المدن ودمر وجلب الحروب والدمار على حياة اليمنيين، فصنعاء التي كانت مدينة تعيش فيها كل الاختلافات، صارت مختطفة، واليمنيون بين مشردين ومحاصرين، لا تجد أخبارهم في أغلب الصفحات سوى بحديث الموت والأسى.

هذا الواقع المأساوي ما كان لولا الاختلافات السياسية والحزبية بين القوى التي كانت تمثل السلطة والمعارضة والأحزاب، وما كان للحوثي أو غيره أن يسطو على البلاد ويسبب كل هذه الاحترابات، وجميع القوى تتحمل المسؤولية بنسبة أو بأخرى عما آل إليه الحال. 
والسؤال مع تطورات الحديدة، هل على بعض الأطراف التي يجمعها أنها ضحية للحوثي أن تتحفظ أو تقلق من تحرير الحديدة وأي مدينة يمنية بسبب خوفها من بعض أطراف التحالف أو لعدم رضاها عن جزء من المقاومة؟

كمواطن يمني لا أدافع عن أي طرف ولا أعرف النوايا، ولكن الواقع الذي لا شك فيه، أن المؤتمر كما طارق صالح كما أي يمني يرى بلده مسؤوليته، شاء أم أبى، ليس هناك أي معركة سوى مع الحوثي، وليست سوى معركة الناس باستعادة البلاد، وعاش المؤتمر والإصلاح والاشتراكي والناصري وغيرهم، وكانوا يختلفون في الأهداف أو الممارسات، ولكن في اليمن الذي كان يحضن الجميع ويجمع الخصوم حتى في المقائل. حتماً لن يعود الماضي كما يصور من يحاولون التشويش لإثارة البلبلة فالواقع أصبح مختلفاً رغم الجميع.

الحديدة معركة اليمنيين وليست ضد أي طرف، وليس بإمكان أحد أن يتحكم في نتائج الانتصارات.. ولا لدى طارق أو غيره من اليمنيين في الساحل الغربي أي خصم غير السيطرة الحوثية، أما الشرعية هي الإطار الذي يجمع كل يمني هدفه تحرير اليمن من جماعة لا تعبر عن مصالح اليمنيين ولا تعترف بحقهم في الحياة كسائر الشعوب.

الإصلاح، افتراضاً، كما بقية اليمنيين يعلمون أن معركة الحديدة هي معركة الجميع وأن المماحكات التي يحاول البعض إثارتها ليست إلا محاولة لإعاقة استعادة البلاد، وعلى صوت العقل في الإصلاح أن يرتفع بالتحذير من الانجرار وراء محاولات وضعه في موقف يخدم الحوثي ولو بمبررات أخرى.