سعيد بكران

سعيد بكران

تابعنى على

الشرعية والإخوان وحماية الإمامة

Thursday 31 May 2018 الساعة 01:03 am

يبذل تحالف الإخوان والحوثيين جهداً جباراً في الضرب على نغمة زرع الاختلاف في جبهة الساحل بين مكونات الجبهه المشتركة والمتحدة على هدف واحد هو هزيمة الإمامية.. والإمامية هي التعريف الصحيح لجماعة الإخوان والحوثيين والقاسم المشترك بين الجماعتين وهو تعريف أوضح بكثير من تعريفهما بحركات الإسلام السياسي.

مازلنا نتذكر الأيام الاولى لمعركتهم مع طارق محمد عبدالله صالح حين قبل الجنوب احتضانه وقواته وتدريبهم في عدن للانطلاق نحو الهدف بعد أحداث صنعاء.. في تلك الأيام كان الإخوان والحوثيون معاً يهاجمون الجنوبيين الذين أصبحوا اتباعاً لطارق الذي تحول كما كانوا يقولون لحاكم عدن والجنوب وقواته ستعيد السيطرة على عدن، بل وصل الأمر للقول إن كل القوات الجنوبية أصبحت بيد طارق.

اليوم يقول الحوثيون والإخوان معاً إن طارق ليس له أي دور في معارك الساحل وهو لايمتلك سوى كتيبة مهمتها توزيع الكدم على القوات الجنوبية التي تتقدم وتضحي بينما يسرق طارق وكتيبة الكدم تضحياتهم..

هذه اللعبة الإمامية تنطلي على الكثيرين، للأسف، بينما الحقيقة تقول إن المعركة كبيرة جداً ومصيرية للمنطقة العربية برمتها وتخوضها قوات مشتركة من تهامة أولاً والجنوب وقوات طارق والقوات العربية المشتركة..

الحقيقة تقول إن الأطراف الفاعلة في معركة الساحل مشتركة جنوبية شمالية تهامية من جهة ومشتركة عربياً من جهه أخرى.

اتسع نطاق الحلف المحلي في مواجهة الإمامية بشقيها التي دمرت الشمال والجنوب بخرافات الولاية والخلافة.. وضاق الخناق على الإماميين وأصبح وعي الناس متعاظماً حول المعضلة الحقيقية التي جعلت اليمن في كوكب التخلف والهمجية والغزوات..

النجاح الذي يظهر كل يوم في جبهات الساحل هو ثمرة هذا الاشتراك والحلف المحلي المتسع يوماً بعد آخر والمتوافق مع الحلف الإقليمي العربي.

ولأن الأمر اصبح مهدداً لوجود الإمامية بشقيها أصبح تركيز الإماميين على ضرب هذا الاشتراك والحلف المحلي واضحاً في معاركهم الإعلامية التي تنتقل من مربع لآخر بينما الهدف ثابت وهو تشتيت أي حلف محلي في مواجهتهم لتبقى الحالة كما هي لا نصر لإحدى الإماميتين على الأخرى ولا هزيمة وبهذه المعادلة تحكم الإماميتان قبضتهما شمالاً وجنوباً وتغرقان المنطقة في الفوضى.

لكن الملاحظ أن الأداء الإعلامي للقوات المشتركة ضعيف وغير منسق ولا يخرج من غرفة عمليات إعلامية مشتركة كما تتحرك القوات على الأرض من مركز عمليات واحد، وهذا خطأ يجب تلافيه بشكل عاجل لمواجهة حملات بذر الشكوك والاختلاف بين صفوف المقاتلين وصولاً للهدف.