عبدالفتاح الصناعي

عبدالفتاح الصناعي

تابعنى على

أحلام مستغانمي أنموذجاً للمرأة العربية التي انتصرت لقضيتها حقاً

Tuesday 12 June 2018 الساعة 08:32 pm

لا أحد قادر على أن ينكر ما للحركة العربية النسوية من ظاهرة تقدمية، وأنه لايمكن لنا ولا لأي أمة إحداث تقدم ونهضة دون وعي لدور المرأة، وتجاوز الأفكار التقليدية ، والأمراض الفكرية التي كانت ومازالت موجهة ضد المرأة ، تحت عناوين مختلفة.. والتي لربما عانت منها جميع الأمم في مسارها نحو التطور.
لكننا حين نقرأ مسارنا في هذا الموضوع كأمة عربية ، واين وصلنا.. نجد بأن المعضلة في هذا غالبا ما تم خيانتها من داخلها ، أي أن العوائق والتعثرات لم تعد مرتبطة بالواقع الاجتماعي والسياسي ، بقدر ما أصبحت مرتبطة بالحركة النسوية ذاتها ، وبالسياسات الداعمة لها ، بحيث أصبحت المرأة الناشطة لم تعد هي صاحبة القضية والرؤية والتجربة التي تتراكم نجاحاتها البسيطة حسب واقعها وبيئتها ، وانما أصبحت أداة للعب أدوار سياسية لاتتوافق مع موهبتها ولا مع تأثيرها الايجابي بالمجتمع ، بل لربما العكس تماما.. استخدام المرأة كأداة للسياسات، وطنية او خارجية ، قد أفرغ الحركة النسوية من محتواها ، وأظهرها كفارغة ومبتذلة ، لا وظيفة لها غير استخدامها كفزاعة لإرهاب جهة معينة او تحسين صورة جهات أخرى وسياسات معينة.. وبالتالي أصبح التخلف والبلادة يصيب المرأة الناشطة ، او المرأة التي قبلت بأن تكون مجرد لعبة وأداة للتجارب ، والاستخدامات غير المحترمة.
هنالك العديد من النماذج لهذه الحالة ، تم اشهارهن ، وتقديمهن كعظيمات ومناضلات ، وقبلن القيام بأدوار مبتذلة ، وقفزن على واقعهن ، وبلحظات يتبخر كل ما صنعوا وزايدوا ، وتظهر الحقيقة العارية ، كنساء يفتقدن للموهبة والحرية.. ولكثرتهن فالواقع غني عن وضع أمثلة ونماذج.

وبالمقابل هنالك المرأة العربية ، الموهوبة حقا ، والمحترمة ، والمتقدمة فكريا وسياسيا ، والتي بنت لها سلطة وعرشا، يفوق عروش الرؤساء والأمراء والملوك ، وذلك بقيمها وابداعها وحريتها ، وشرف معركتها ووسائلها. وبالتالي فلم تفق اقرنها وحسب ، ولم يقف المجتمع الذكوري ضدها ، ولا الإشكالات الفكرية والسياسية التي جعلت البعض من هذا معركتها الوهمية وبطولتها الزائفة، فمثل أحلام ، قدمت جهودا جبارة في سبر أغوار القضايا الفكرية والسياسية والاجتماعية ، ومعالجاتها ، وتوثيقها ، وتوضيحها بموهبة حقيقية وابداع وتواضع وأمانة ومسؤولية بل فاقت الجميع ، لم تتبنها سياسات وتعطها الأوسمة والجوائز العالمية لتصنع منه بوقا واداة.. بل فرضت نفسها بقيمها برؤيتها الخاصة بابداعها برقيها ، بينما تظل شبه المبدعة تصارع طواحين الهواء وتسيء لنفسها بخيانتها قيم أمتها ووطنها ولهثها وراء السراب ، في معارك وهمية ومزايدات ومبالغات وبطولات زائفة.

شكراً أحلام مستغانمي، كم انتِ أنموذج عظيم وجميل خلاق ومبدع وملهم.