عبدالفتاح الصناعي

عبدالفتاح الصناعي

تابعنى على

أمريكا والإسلام السياسي

Wednesday 13 June 2018 الساعة 01:40 pm

الجماعات الإرهابية باختلافها، قامت على استعطاف الغرب تارة ، وتارة ارتباطات مصالح وتبادل خدمات ومنافع بطرق خاطئة ، ولذا تبلورت نهاية مأساوية لهذا، ومنها من لم تتبلور أخطار هذا التعامل والتعاطف بعد.
بداية من القاعدة والأخوان ثم الحوثي، لطالما وقفت أمريكا مع التخلف والأصولية بل والإرهاب ايضا ، ما دام ونحن العرب الذي نكتوي بنار هذا التخلف وندفع ثمنه ، واعاقتنا عن حل مشاكله وحين يصل الخطر اليهم ، يستنفرون كمذعورين وكمصممين على اجتثاث الارهاب وجذوره ، بينما أمريكا وغيرها شاركت في البذور والجذور ، وتعهدت زراعة الإرهاب خطوة خطوة ومرحلة مرحلة ، حتى كبر وشب على الطوق.. قد لاتكون أمريكا متعمدة لهذا.. لكن هذا ما حصل.

ألم يأن لأمريكا وبريطانيا وغيرهم من القوى العظمى، التي دفعت مؤخرا ثمنا كبيرا بسبب الإرهاب ووصوله حدودها ، أن تعي اليوم خطر بعض تحركاتها لانقاذ بنية وجذور الارهاب المتمثل بجماعات دينية ارهابية مختلفة ، وان خطر هذه الجماعات اليوم محصور عندنا ونحن ندفع الثمن ، وغدا سندفع الثمن جميعا؟

ليس بيننا وهذه الجماعات خلاف سياسي وصراع على السلطة والنفوذ، الامر اخطر من هذا.. إنه صراع فكري وأخلاقي قبل ان يكون سياسيا.

هذه الجماعات تحول الاسلام العظيم الى ارهاب ورعب ونفاق بنفس الوقت، فهي اليوم تتمسح بكم وتلتقيكم ولاترفض لكم طلبا ، وغدا ستكونون هدفا لها بطرق مختلفة.

تقوم الجماعات الدينية على فكرة الاستعانة بالآخر الذي هو بنظره كافر ومنافق لتحقق مصلحتها ثم تنقلب عليه، هكذا الجميع عندها كفار ومنافقون ، وهذا ما يحكم تفكيرها ومنطلقاتها وصراعاتها الداخلية والخارجية ، ولكم بالقاعدة تجربة ودرس ونموذج.

نريد اليوم اجتثاث جذور الإرهاب فلاتخدعكم هذه الجماعات الشيطانية ، نحن في معركة اخلاقية معها ، ففكرها وسيطرتها خطر على أمن العالم كله ، وسيتضح الامر غدا ، بيئتنا ونعرف ونقدر مخاطرها ، فدعونا ننقذ انفسنا وننقذكم وننقذ العالم من شرورها وويلاتها .