أبوبكر محمد

أبوبكر محمد

‏خدمة وحيدة يمكن تقديمها لإنقاذ الحوثي في الحديدة

Thursday 14 June 2018 الساعة 10:02 pm

‏مع تدشين معركة النصر الذهبي لاستعادة الحديدة من أيدي الميليشيات الحوثية، وما يمثله هذا التطور من حدث طال انتظاره من اليمنيين، يتداول البعض أحاديث عن الضغوط الدولية وعن رغبة أطراف غربية كأمريكا وبريطانيا أو إحداهما ودول أوروبية أخرى، بمنع اليمنيين ومعهم التحالف بقيادة السعودية والإمارات من تحرير الحديدة بعدما حول الحوثي البلد إلى دمار ومجاعة وأزمة إنسانية كارثية، وهذا حديث بغض النظر عن صحته من عدمها، لكنه لن يغير النتيجة المحسومة في كل الأحوال..

‏وكانت تغريدة محمد علي الحوثي واضحة، وهي أن الجماعة الحوثية التي وصلت إلى الإفلاس عسكرياً وعلى كافة الأصعدة، أصبحت تعول على من تدعو عليهم بالموت وتوجه إليهم اللعن ليلاً ونهاراً بإنقاذها من الخسارة الكبيرة والحتمية لمحافظة الحديدة ومينائها. فقد سقطت الأقنعة وادعاءات الانتصارات في الجبهات والسواحل والحدود، والادعاء بأن الشعب اليمني الذي ألحقوا به الكوارث، يقف معهم، إلى الاعتراف أن ورقتهم الأخيرة هي التعويل على أن الدول الغربية (بريطانيا أو أمريكا أو دول أوروبا)، ستتولى إنقاذ الحوثي من المأزق الذي وصل إليه وكابوس خسارة ميناء الحديدة.

‏والواقع أن عملية تحرير الحديدة، كما تقول كافة المؤشرات والتطورات، أصبحت أمراً محسوماً والبقية مسألة وقت، والدول الغربية إذا كان لها بعض التحفظات والاشتراطات لا تعني منع العملية ولن تضحي بمصالحها وعلاقاتها مع التحالف ومع اليمنيين الذين تعرف هذه الدول جيداً، أن أغلبيتهم المطلقة، إن لم يكن الجميع باستثناء قلة قليلة، لا يترقبون إلا الخلاص من سيطرة الحوثي التي لن تستمر.

‏خطاب التحالف كان واضحاً بتصريح وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور أنور قرقاش، أن تحرير الحديدة سيؤمن الملاحة ويجلب الحوثي إلى المفاوضات، وهذا معناه أن خطاب القضاء على أي طرف غير وارد، وبالتالي فإن الحديدة تدعم بلا ريب الحل السياسي، إن أراد الحوثي، بعد خسارة الحديدة، وأي أطراف دولية تريد أن يبقى الحوثي فزاعة ضد دول في المنطقة، على فرضية وجودها، تتعامل بالأسباب، ولم يعد هناك أي مصلحة من بقاء سيطرة الحوثيين الذين سقطوا شعبياً وهم منهارون عسكريا، ومصلحة العالم دائماً هي التعامل قائمة على الحسابات المنطقية والواقعية، ولا أتخيل أن هناك مصلحة لدول تعيش في مقدمة العالم تحاول التضحية بسمعتها وعلاقاتها في سبيل إنقاذ الحوثي.

‏لا مجال لإنقاذ الحوثي في الحديدة، لأنه في هزيمة محتومة، وفي أسوأ الأحوال إذا أعطت الحكومة والتحالف فرصة للمبعوث الأممي مارتن غريفيث، فلن تكون إلا فرصة لمزيد من التعزيزات الحوثية التي ستحترق في الحديدة في وقت لاحق، فالسلام بمعالجة أسبابه وليس بعقد هدنة لأسابيع أو لشهور، والتحرير كما يقول كل مؤشر وكل تطور وكل سبب منطقي ومكر إلهي، محتوم والمسألة وقت لا أكثر، أما من يريد مساعدة الحوثي في الحديدة، فهناك خدمة وحيدة يمكن تقديمها، وهي إقناعه بالانسحاب منها والتسليم لقوات الجيش والمقاومة التهامية والمقاومة الوطنية، أما مسألة الأمم المتحدة، فليس الأمر إلا التفافاً في الوقت الضائع يحاول إطالة معاناة اليمنيين والكارثة الإنسانية.