عبدالفتاح الصناعي

عبدالفتاح الصناعي

تابعنى على

عن صالح كبطل شعبي

Sunday 17 June 2018 الساعة 08:18 am

بعيداً عن أي فلسفة لعظمة صالح أو وطنيته، وبعيداً عن أي تفاصيل أو تعقيدات أو اختلافات، وبعيداً عن أي نقد أو ملاحظات، وبعيداً أيضا حتى عن احتدام الجدل والنقاش والبحث والموازنة حول سلبياته وإيجابياته بكل دقة وموضوعية، بكل تخلٍ عن تطرف أو مبالغة هنا وهناك.

دعونا نتكلم ببساطة تامة عن شيء في غاية الوضوح، ولايحتاج الأمر إلى أي اختلاف نحوه ، مهما تختلف تفسيراته وتأويلاته.. هذا الأمر هو ارتباط صالح دائما بالشعب، في كل مراحله ، في كل انتصاراته وأفراحه ، وفي كل مصائبه ومآسيه، والتي وصلت للقرب من الموت أو شبه الموت، وآخرها التي وصلت للموت حقا.

بغض النظر عن اتفاقك أو اختلافك مع سياسة صالح ومواقفه ، بشكل جزئي أو كلي ، إلا أن ارتباطه الوثيق بالشعب بهذه الطريقة ، أمر ليس بسيطا ويجعلك تقف عنده بكل تأمل وانذهال ، وتعي بأن ارتباط الشعب الوثيق به وحب غالبية الشعب له بشكل مختلف ومن مستويات ومواقع وفئات عمرية مختلفة، يحبه أطفال ومراهقون وشباب وكهول، نساء ورجال ، نخب ثقافية وسياسية واجتماعية ، من مستويات عليا ومن مستويات متوسطة زدنيا ، أشخاص موهوبون ولهم ثقلهم وتأثيرهم.. ولهم مصالحهم وقربهم المباشر أو شبه المباشر منه ، وبسطاء وعاديون ومغمورون، لا مصلحة شخصية لهم من صالح ، ولم يسبق لهم بأن رأوه بغير شاشة التلفاز.. فكل هؤلاء يكنون نفس المشاعر المتدفقة نحو صالح.. فماذا بإمكانك أن تفسر الأمر؟! ليس لك إلا أن تقول بأن هذا ليس نتاج أي مصادفات أو عشوائية أو عبث، هي معادلة متكاملة ، آمن بالشعب فآمن به الشعب ووضعوه في قلوبهم.. وظل بطلا شعبيا في كل مراحله حتى في مواجهة الموت.

إن حياة صالح وما مر به من التجارب والانتصارات والمحن ، وظل دائما بطل الشعب ، وكأي بطل خاض المخاطر والمعارك ، حتى كتبت نهايته التي تليق بشجاعته.
من اليوم من جيل صالح واعدائه ومنافسيه، قادرا على مخاطبة الشعب، بإيقاع يقترب إلى اثنين بالمئة من إيقاع وتفاعل الشعب مع خطاب صالح؟!
من ذا قبل نهايته ومقتله يفكر ويرتب كيف يخاطب الشعب ويودعه؟!
دعوا مسألة حب أو بغض صالح والاختلاف معه ، وكيف تم قتله؟ ومن قتله؟ ومن خذله؟ وكيف خذله؟ دعوا كل ذلك جانبا ، ودعونا نتأمل بموضوعية ارتباطه بالشعب وارتباط الشعب به. وما تمثل هذه النقطة من إضاءة في المسار الوطني والسياسي.. ينبغي أن لا يتجاهلها أي سياسي أو قائد بعد صالح.