محمد سعيد الشرعبي

محمد سعيد الشرعبي

تابعنى على

عيد العافية

Saturday 18 August 2018 الساعة 06:18 pm

اقترب عيد الأضحى المبارك، وليس هناك فرق لدى اليمنيين بين الأعياد والأيام العادية؛ نتيجة تعاظم مآسي الحياة وحالة العوز جراء استمرار الحرب.

لقد نزعت الحرب من العيد بهجته وعمّقت المآسي حالة بؤس إنسان اليمن الجائع والمشرد في وطنه، ولسان حالهم يردد بمرارة: "العيد عيد العافية"!!

كانت الأعياد إجازة مهمة للترويح عن الذات، يعود فيها أبناء الأرياف إلى قراهم، ويذهب البقية نحو المدن الساحلية، ومعظم الأغنياء يسافرون خارج الوطن.

بعد أربعة أعوام من الحرب تغيرت الأحوال وساءت الظروف، وغالبية الناس عاجزون عن تلبية أبسط احتياجاتهم، وغدت الأعياد كوابيس تؤرق أرباب الأسر.

انهيار العملة الوطنية انعكس على حياة المواطن، وغلاء أسعار الملابس والأضاحي والمواد الغذائية والاستهلاكية وانقطاع المرتبات هذا العام وسعت حالة العوز المجتمعي.

اللافت، حرص غالبية شعب اليمن على إخفاء مرارة واقعهم، وعدم إشعار القريب والبعيد بسوء أحوالهم، والاكتفاء بأضحية العيد وملابس للأطفال، والبقاء في منازلهم.

ومأساة العيد تتجسد لدى مئات الآلاف المشردين والنازحين جراء الحرب، وبعضهم يعجز عن توفير قوت يومه، ومعظمهم يعيش على النزر اليسير من المساعدات الإنسانية.

خلافاً للأعياد السابقة، يمثل عيد الأضحى هذا العام موعداً مؤلماً لمن اثخنتهم الحرب وشردتهم الميليشيات من مدنهم وديارهم على امتداد بلدنا المنكوب.