عبدالفتاح الصناعي

عبدالفتاح الصناعي

تابعنى على

قطر ليست الكويت يا إحسان

Saturday 18 August 2018 الساعة 06:35 pm

قرأت مقالاً للكاتبة الأردنية التركية... إحسان الفقيه، تقول في خلاصته بأنه إذا قامت السعودية والأمارات وبقية أهم الدول العربية بأي سلوك عسكري ضد قطر، فإن هذا سيكون خطرا على الدول العربية التي تقوم بهذا، وسوف تدفع هي الثمن، وتستشهد مثلا بالنظام البعثي العراقي حين احتل الكويت، وكيف وقف العالم مع الكويت، وفي النهاية أصبحت العراق هي الخاسر الأكبر.

تجاهلت الكاتبة عدة أمور جوهرية وهامة في هذا الشأن، مما جعلها تكتب مقالا سطحيا بعيدا عن المنطق السياسي..
أولا:قطر ليست الكويت، هنالك بعد واختلاف جوهري بين الكويت وقطر. الكويت دولة غنية كما هي قطر، ولكن الكويت لم تكن تستخدم مالها لتدعم به الإرهاب والفتن والميلشيات الدينية والطائفية لزعزعة أمن الدول العربية كما تعمل قطر اليوم، أنفقت الكويت أمولها بسخاء وكرم لامحدود في دعم الدول العربية والمنظمات الانسانية والأعمال الخيرية والتعليمية المختلفة، وبنت أضخم وأرقى المؤسسات الصحية والتعليمية والمشاريع التنموية التي قدمتها هدايا للوطن العربي، وكان لنا نحن اليمنيين نصيب كبير من هذا العطاء الكويتي الذي أعاد المعنى الحقيقي للكرم العربي والشهامة والأصالة..
قدمت الكويت للمثقف العربي أرقى الكتب الغربية وترجمتها خدمت الانفتاح المعرفي والرقي الثقافي، بينما قطر دعمت جماعات إرهابية قتلت وشردت ومارست أكبر أنواع الجرائم الانسانية.. دعمت جماعات هدمت أوطانها هدمت دولا وحكمت على شعوب بأن تعيش الخوف والحرب والمجاعة والتشرد، صنعت اعلاما قائما على السطحية واشعال الفتن وخدمة قوى معينة ومشبوهة، ساهمت في تجريف العقلية الثقافية والسياسية بغوئية مرعبة وسطحية ساذجة ومقززة.

تتجاهل إحسان بأنه بالأمس حين غزا صدام الكويت ،فإن صدام كان معبرا عن الأنظمة اليسارية العربية، التي كانت توجه سهامها دائما نحو الخليج بحالة عدوانية، وبالتالي واجه الخليج هذا الخطر، واستطاع أن يجعل العالم يكون معه في هذه المعركة واستطاع أن يكسبها، وبعد أن انتهى اليسار والقوة الدولية الأيديولوجية التي تدعمه أصبح الخطر اليوم الذي يهدد الخليج ويهدد الأمن القومي العربي ويهدد أيضا الأمن والسلم العالمي هو جماعات الاسلام السياسي بمختلفها الطائفي والفكري والتي تحاول أن تبني دولا وتسيطر على دول، وكانت قطر حاضنة وداعمة لهذه الجماعات الارهابية.

مشكلة قطر يا إحسان، بأنها لاتعي بأنها تعلب بنار قد تحرقها وتحرق المحيط العربي والخليجي معا، وهذه مشكلة قطر الجوهرية، منذ عهد الملك عبد الله بن سعود، رحمه الله، والمحاولات قائمة بطرق دبلوماسية بين الحزم واللين، بمحاولة إقناع قطر بالكف عن هذا السلوك الخطير الذي يهدد الأمن العربي والخليجي، وقطر تمارس حالة من التعنت والمراوغة والتذاكي.