صالح أبو عوذل

صالح أبو عوذل

تابعنى على

الوحدة اليمنية والرئيس الانتقالي

Saturday 18 August 2018 الساعة 08:44 pm

"السقف مفكوك، ولكن الحقيقة شيء والواقع شيء آخر"، عبارة قالها الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي للفريق الجنوبي على هامش مؤتمر الحوار اليمني الذي أنتج حلولاً هشة خلال العامين 2013م و2014م.

قد تكون عبارة هادي غريبة التفسير، لكن يمكن فهمها على نحو "أنه مهما كانت مطالب الجنوبيين "حقيقية"، فلن يحصلوا على أي شيء، غير ما يقدمه لهم هادي وفريقه الوحدوي جداً".

انتهى مؤتمر حوار صنعاء، فيما كان الجنوبيون يهتفون رافضين تلك الحلول، كان هادي يوجه القوات العسكرية في عدن بـ"ضرب المتظاهرين في أرجلهم، بدلا من رؤوسهم"، قبل أن يقف هؤلاء في صف هادي، في حين وقفت تلك القوات التي قمعتهم في ساحة العروض في صف الحوثيين.

خرج الجنوبيون من الساحات صوب الجبهات، في حين اقترب هادي من ساحل عمان، كان الجنوبيون يقاتلون باستبسال، وحدهم علم "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية"، التي سخر منها هادي كثيرا خلال مؤتمر الحوار اليمني في صنعاء، حين علق على رفع الفريق الجنوبي بقيادة محمد علي أحمد علم الجنوب في قاعة المؤتمر، قائلا "من رفعوا علم اليمن الديمقراطي، في مؤتمر الحوار، سمحنا لهم ولم نعترضهم، لأن السقف مفكوك للجميع، ولكن نقول إن الحقيقة شيء والواقع شيء آخر"؛ ربما أفسر ذلك بأن هادي أراد القول للجنوبيين "إن اليمن الجنوبي حقيقة، ولكن واقع هادي شيء آخر".

أرادت حكومة الشرعية أن ترفع علم الوحدة اليمنية في "عدن"، في مسعى لتقديم رسالة سياسية ضد الجنوبيين، وبأنهم استطاعوا أن يرفعوا علم اليمن الموحد رغم رفض الجنوبيين، لكن أبناء الجنوب من ضباط جيش المستقبل رفضوا ذلك، وحصل الذي حصل.

نجدد التأكيد أننا ضد أي محاولات لسفك الدماء أيا كانت، ولكن ليس من حق الطرف الآخر أن يستفز الجنوبيين ولا يريد منهم أي ردة فعل حيال ذلك.

المسألة ليست متعلقة "بخرقة"، كما أسماها البعض، هي هوية سياسية يناضل الجنوبيون من أجلها منذ سنوات.

البعض الجنوبي، حاول الدفاع عن الشرعية بالقول إن المجلس الانتقالي الجنوبي يكذب على الجنوبيين وأنه مع الوحدة، مع أن من رفض رفع علم الوحدة لا علاقة لهم بالمجلس الانتقالي، بل هم جنوبيون يحبون الجنوب، ولكن ليس كحب البعض للحكومة الشرعية، "الحب المؤقت"، فمحاولة إزالة علم الجنوب، ليست كمحاولة إزالة الشحوم أو الدهون من بعض الكروش المنتفخة، ولو قدمت الشرعية كل الأموال المسروقة.

نشر أحدهم صورة للشيخ هاني بن بريك جوار هادي أثناء تأدية اليمنية الدستورية، قائلا "شوفوا هذا شيخكم تحت علم اليمن"، يعني طالما وهاني بن بريك قد تصور جنب العلم اليمني فلا داعي للجنوبيين أن يرفعوا علم بلادهم.

إنه قمة الغباء في هذه العينات.. علم الجنوب وجد قبل أن احداً يعرف أن في شخص اسمه هاني بن بريك.

الشعب أصبح مدركاً لكل تلك المحاولات البائسة، فالشرعية التي تدافعون عنها لم يتبق من عمرها إلا أيام قليلة، فالتسوية قادمة، فالجنوبيون أوجدوا الواقع الذي تحدث عنه هادي في مؤتمر الحوار اليمني، لأن الواقع شيء آخر، والحقيقة التي يسعى لها من خلال محاولة إعادة إنتاج الوحدة أصبحت لا شيء.

هادي انتخب كرئيس انتقالي وخروجه من الحكم ربما يكون قريبا، لأن من أساس الحل للحرب اليمنية حكومة انتقالية أخرى، يكون فيها هادي ونائبه خارجها، حتى وإن نهب الأحمر بيوت المساكين في بيحان شبوة، أو محاولة عرقلة أي جهود للسلام بحرب ضد السلفيين في تعز.

ما يحدث في شبوة وما يحدث في عدن، كلها تصرفات تؤكد أن الحكومة الشرعية التي يقول إعلامها "إن الجنوبيين فشلوا في إدارة مناطقهم"، لا تمتلك أي شيء وكل البلاد خارج حسبانها حتى وإن لوحت بعض وحداتها بالسلطان التركي.

لماذا لم يغضب البعض من عملية التهجير القسرية لجزء من سكان تعز، لماذا لم يغضبوا من عملية اقتحام بيوت المساكين في بيحان شبوة وترويع النساء.

هل فقد هؤلاء أخلاقهم.. ماذا لو أن عملية التهجير التي حدثت في تعز حدثت في عدن أو أي محافظة جنوبية.. هل يعتقد هؤلاء أنهم أذكياء وأن الشعب عبارة عن مجموعة من الأغبياء؟
وفي الأخير نقول "الحقيقة شيء والواقع شيء آخر"، والذي ما يعرف يفسر العبارة، يسأل نفسه لماذا لم ترفع الشرعية العملة من الانهيار؟
ويكفي