عبدالفتاح الصناعي

عبدالفتاح الصناعي

تابعنى على

لأبي العباس رب يحميه

Monday 27 August 2018 الساعة 04:42 pm

لن أخوض في أي تفاصيل للموضوع، فقد أُشبع نقداً وتحليلاً وإشادة واستخفافاً، ما يهمني هو قراءة القضية في الإطار العام لمشكلة الشرعية وتأزماتها على مستوى الجيش وتركيبة المقاومة.. وهنا مشكلة معقدة جداً، وستظل تنتج العديد من المشاكل والتأزمات إذا لم تحل المسألة من جذورها، ولا أعتقد بأن الشرعية ستفعل هذا، لأنها لم تعِ هذه الأزمة والمشكلة حتى تحلها.

بنت الشرعية مقاومتها وجيشها الجديد على أساس خاطئ جداً، أنتج مشاكل معقدة تضاف إلى مشاكل الجيش القديم.

تركيبة المقاومة ارتكزت على أساس البعد السياسي والديني والمناطقي والاجتماعي، وبالتالي كانت معركة الشرعية هي تقاسم الغنائم من التحالف، وأن يحصل كل حزب وكل جماعة دينية وكل المشايخ والنافذين على حقهم المادي والمعنوي، وما فيش حد أحسن من حد، كل واحد يبقى رجال ويأخذ حقه، الفرص لاتتعوض، هذه هي الفلسفة التي تحكم تفكير كل القوى السياسية والدينية.

لم يكن التحالف يدرك حجم التشققات والتصدعات داخل القوى الوطنية اليمنية المختلفة التي بإمكان هذه التشققات بأن تبتلع دعماً مادياً ومعنوياً كبيراً جداً، مهما كانت عظمته وضخامته، دون أي إنجاز يذكر.

كان يعتقد التحالف بأنه يساعد كل القوى الوطنية المختلفة لرص صفوفها ضد الحوثي، وإمدادها بما يؤهلها لخوض المعركة وتحقيق النصر، لكنه تفاجأ بأن لكل قوى مشروعها وأنيابها ومخالبها للافتراس واستغلال الفرصة لبناء قوتها ونفوذها لتحارب قوى أخرى هي معها بنفس المعركة.

تظل العديد من القضايا والصراعات المعقدة بين معسكرات الشرعية تشتعل تارة وتهدأ تارة، تطفو على السطح حيناً خلافاتها وبعض تأزماتها، وتعتمل وتتكون وتدار صراعات خلف الكواليس وبيعداً عن الأعين والإعلام.

كان ينبغي أن تبنى معسكرات المقاومة وجيش الشرعية على أساس من المهنية العسكرية والدافع الوطني تحت قيادة عسكرية وشعبية ووطنية موحدة، بعيداً عن ما حدث من تقاسم للمعسكرات والمناصب والدعم على أساس جماعات وأحزاب وقبائل ونافذين.

فاليوم مشاكل جيش الشرعية في داخله والعداوات بين معسكرات، بل وحروب ومناوشات تشتعل بينهم، يوضح بأن جيشاً بهذا المستوى من التعقيدات والفوضى والاختلالات الجوهرية ليس أهلاً لتحقيق أي نصر ولا جديراً به استعادة دولة ووطن..