جلال محمد

جلال محمد

ديون "الحوثي" التي سيدفعها هو وأتباعه

Monday 08 October 2018 الساعة 05:19 pm

"لو دام لمن قبلك لما وصل إليك" وقيل أيضا "الأيام دول"، عبارتان لو فهمها الحوثي لما أطلق العنان لحقده، ولما ترك جلاوزته ومرتزقته يقومون بكل هذا السوء والتوحش ضد اليمن أرضاً وإنساناً ونظاماً ودولة ومؤسسات.

ولا أعتقد أن أي عاقل يكون في محل المسؤولية سيقوم بما يقوم به الحوثيون، لأنهم بذلك يسنون سنة من البطش والإيغال في الدم والإرهاب، ويستدينون دينا مجتمعيا ومؤسسيا وعقائديا لابد من استيفائه ورده إليهم، ولست هنا في معرض الدعوة لضرورة الانتقام من الحوثي وتابعيه، لأن النقمة قد حلت، وقلوب الناس قد فاضت، وبات من الطبيعي أن ترى ردودا قوية ونوايا دموية بحق هذه الجماعة وكل ظالم فيها، وهذا وفق النظرية القائلة لكل فعل ردة فعل تساويه في القوة وتضاده في الاتجاه.

ولا غرابة أن يقشعر بدن المرء منا من كمية النقمة والرغبة الجامحة في الانتقام من الحوثي وسلالته التي جنى عليها، وهذا ليس كلاما ترهيبيا، بل واقع ملموس، فلم أسمع طيلة حياتي انقساما في المجتمع وتشفيا فيما يجري لفئة من فئاته كما ألحظها اليوم في كل ما يطال "الحوثيين".

لم يعتَد اليمني أن يرى السوء والويل والثبور يحل بأحد كما بات يفرح به ضد الحوثيين، وهذا كردة فعل وتعبير عن مدى النفور المجتمعي تجاه هذه الجماعة ومنتسبيها، وبات الأمر أشد خطراً من خلال ما نسمعه في مجالسنا العامة وأعمالنا وجامعاتنا من تعدي رغبة الانتقام من الحوثي وزمرته إلى سلالته التي كشر الكثيرون منهم عن أنيابهم بطريقة قذرة، وذهب البعض للتطاول على اليمني وتاريخه وحضارته، وصولا للاعتداء لمجرد أن يُلقب نفسه ب"القيل" وهذا ما نراه حتى في وسائل التواصل الاجتماعي، وكم نشعر بالخوف من المستقبل الحالك ظلمته إن استمر الحوثي في السلطة فكل يوم يبقى فيه يعني زيادة منسوب الاحتقان والكراهية ورغبة الانتقام التي ستطال أناسا أبرياء لا ذنب لهم إلا أن أحد المغضوب عليهم في عائلتهم كان من أتباع "مسيلمة" العصر عبدالملك الحوثي.

إن المشاهد الدامية والاعتداء السافر على طلاب وطالبات جامعة صنعاء الذين أرادوا التعبير المكفول لهم دستوريا عن الوضع المزري الذي وصلنا له، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه الجماعة التي حشدت رجالها ونساءها تريد أن يقفز المجتمع مستقبلا فوق كل الحدود لينفذ انتقامه، ولا يعير اهتماماً "للعيب" والعرف المجتمعي، حين يطال انتقام المجتمع من الحوثيين رجالا ونساء، وينبذهم ويُسقط كل قيمة اجتماعية لهم، ولن يتورع الشعب في طريقة قبضه للدين الحوثي الذي استدانه منهم، فمن ينتهك الحرمات ويعتدي على النساء سيكون مآله مخزياً ونهايته وخيمة، وهذا ما أراه يلوح في الأفق.. فالضغط والبطش والعنجهية الحوثية نجحت في خلق بركان في قلب كل يمني حر، وقريبا سينفجر وسيصلي بحممه كل من تطاول وتكبر وتجبر من هذه الجماعة التي يبدو وكأنه لا يوجد بها عقلاء، أو أنهم لا يسمعون كلام الناصحين لأن من يقوم بما يقومون به لا يمكن أنه يمتلك عقلا أو يؤسس للبقاء، فكل الأفعال والأقوال تُشير إلى رغبة في الانتهاء والانتحار، ولعلهم يدركون ذلك ويعلمون أنهم وصلوا إلى نقطة اللاعودة مع المجتمع اليمني، فالشعب لايمكن له أن ينسى ملاحقاتهم لنساء اليمن منذ اغتيال الشهيد الزعيم، وما جرى يوم أول أمس في جامعة صنعاء وشارع جمال، ولن ينسى الشعب المجازر التي ارتكبتها الجماعة في تعز والحديدة ومأرب وعدن وكل شبر على أرض اليمن التي تدنست بهم.

إن من استدان سيوفى له دينه وسوف يسدد ما عليه مع الزيادة، وعلى الحوثي وجلاوزته ومرتزقته أن يستعدوا للدفع وعما قريب ونتمنى أن لا نسمع لهم عويلا ونحيبا فقد ارتكبوا الكثير وكما يقول المثل "من قدم السبت لقي الأحد".