جلال محمد

جلال محمد

النظام الإيراني.. إما الاستقامة أو السقوط

Tuesday 06 November 2018 الساعة 02:59 pm

حالة الفوضى والتخبط والتشنج في التصريحات الإيرانية، إضافة لرسائل الاسترحام والشكاوى للأمم المتحدة والمحكمة الدولية من قبل قادة النظام الإيراني، كل ذلك في الواقع انعکاس وتجسيد لمنعطف الفشل والاخفاق الذي انتهوا إليه بعد 40 عاما من ممارسة الجريمة المنظمة والتطرف والارهاب وانتهاکات حقوق الانسان ومعاداة وکراهية المرأة، وتصدير ما تسمى "الثورة" لدول المنطقة وإقلاق سكينة تلك الدول وتدميرها، كل ما سبق ذكره من سياسات رعناء أقدمت عليها إيران جعلها تحصد الحقد والكراهية من قبل المجتمعات العربية التي تئن بسبب الجراح والطعنات التي سببها الدعم الإيراني لجماعات متطرفة تخريبية في بلدان المنطقة سواءً في العراق أو لبنان واليمن، وها هو النظام التعيس يجني جزءاً بسيطاً مما حصد دون أن يلتف حوله أحد، ولاشك أن تصريحات النظام الإيراني الذي طالما أزعجنا بشطحاته ولغة التحدي التي يسوقها لأذياله في المنطقة ليظهر بمظهر القوي لا تعدو أن تكون فقاعات صوتية تضيع في فضاء مليئ بأصوات ضرورة تحجيم دور هذا النظام الفاشي، الذي يحاول أن يتجاوز هذا المنعطف الذي وضع نفسه فيه، ولکنه لايتمکن من ذلك أبداً، لأنه مثل قطار من دون سکة أومرکب من دون شراع ومجداف.

ومن يتأمل الواقع سيجد أن الشعارات الفارغة والجوفاء التي يطلقها هذا النظام الإيراني لاتعني شيئا عندما نقارنها بما يجري في الواقع، حيث يعاني الشعب الإيراني من أوضاع بالغة الوخامة ولايمکن وصفها بسهولة، الأمر الذي دفع أکاديميا إيرانيا أن يکتب على مواقع التواصل الاجتماعي مقالا قال فيه إن "الحفاة الإيرانيين سيطيحون بالنظام بعد تمرد". وأضاف: "من دون أي مجاملة يمكن القول إن مستقبل البلاد أصبح غامضا، اللاعبون الاقتصاديون لا يريدون المجازفة بثرواتهم في هذه الظروف. وبناء على ذلك سيبقى الاقتصاد في رکود، واستمرار هذا الركود سيدخل البلاد في أزمات خطيرة. الأزمات التي قد تبدأ بشرارة، أو حادث أو احتجاج غير متوقع، أو انفجار، أو خطاب غير موزون، أو تحرك غير عاقل، ستؤدي إلى احتجاجات من قبل الفقراء والمهمشين"، وهکذا توقعات لا تأتي اعتباطا، بل إنها تصدر في ضوء واقع محتقن تعصف به الاحتجاجات الشعبية العارمة ولاسيما بعد انتفاضة 28 ديسمبر 2017، التي يبدو من الصعب جدا على النظام القضاء على جذورها ومرتکزاتها، رغم أن أکثر شيء في الانتفاضة والاحتجاجات يرعب نظام "ولي الفقيه" هو انعكاس تدخلاته في الوطن العربي وتصرفاته الحمقاء تجاه شعوب المنطقة، لذا أكثر ما يخشاه النظام الإيراني هو أي دور عربي يدعم ويساند الاحتجاجات إعلامياً ومادياً خصوصاً وأن تهديد ولي العهد السعودي في إحدى مقابلاته كان واضحاً حين قال فيما معناه ينبغي نقل المعركة للداخل الإيراني لتدرك إيران مغبة ما تقوم به من دعم وتخريب في المنطقة.

40 عاما من مسيرة سوداء مفعمة بکل أنواع الجرائم والانتهاکات السافرة لحقوق الشعب الإيراني أو التدخلات في شؤون الدول العربية عبر أذرع إيران السيئة الصيت، جعلت العالم يُدرك مخاطر هذا النظام الذي نفذ مخططاتهم ضد المنطقة، إلا أن الرأي العام العالمي يتغير باستمرار ضد إيران ونظامها ولعلنا نشاهد عما قريب انتهاء دور هذا النظام العميل لكل ما من شأنه فناء العرب، ولذلك نفرح كثيراً بكل ما يفضي لسقوط هذا النظام وتغييره ومحاكمة رموزه واستعادة كرامة إيران وشعبها المتطلع لحياة ديمقراطية حقيقية وحرية وانفتاح، فإيران الحضارة والتاريخ وشعبها الجسور لا يستحق أن يبقى رهينة نظام ملالي كهنوتي مستبد أوصلته عنجهيته إلى محطة النهاية والسقوط الحتمي، فهو مکروه ومرفوض وملعون في الداخل من جانب الشعب الإيراني، ومنبوذ وممقوت من جانب شعوب وبلدان المنطقة والعالم، ولم يعد بوسع خدعه وأکاذيبه أن تنقذه کما کان الحال معه طوال العقود الأربعة الماضية.

فالكل متحد ومجمع على ضرورة محاسبة هذا النظام وأذياله ومليشياته ومحاکمته ليدفع ثمن کل ما قد ارتکبه من جرائم ومجازر وانتهاکات بحق شعبه وشعوب المنطقة.