سمير الصنعاني

سمير الصنعاني

من العلفي إلى طارق.. الحديدة تصنع جمهورية جديدة

Monday 12 November 2018 الساعة 01:39 pm

في الوقت الذي كان سيد القتلة عبدالملك الحوثي يظهر كعادته– من وراء حجاب الشاشات مخاطبا مليشياته، كان العميد طارق محمد عبدالله صالح يتجول مع قوات المقاومة الوطنية في خطوط المواجهة ضد المليشيات ويؤكد للإعلام من وسط الميدان أن الحديدة يجب أن تعود إلى أبنائها بعد أن عاشت ثلاث سنوات من الزمن تحت وطأة رجس الكهنوت الحوثي.

إذاً، هذا هو الفرق، فقيادات المقاومة المشتركة الذين يخوضون معارك الشرف ضد المليشيات يتواجدون في الميدان رافعين شعار النضال عن الحرية والجمهورية والدولة، فيما يقبع عبدالملك في كهفه مختبئا ويرسل أبناء الناس البسطاء لتقديم أرواحهم رخيصة في سبيل مشروعه المذهبي العنصري السلالي الذي لا يرى في الآخرين سوى مجرد عبيد.

طارق ورفاقه من منتسبي ألوية القوات المشتركة (ألوية العمالقة وقوات حراس الجمهورية والمقاومة التهامية) يصنعون في الحديدة سبتمبراً جديداً كذاك الذي صنعه العلفي في ذات المدينة مع نظام الإمامة الذي يعود اليوم مرتديا لباس الموت الحوثي، ومثلما كانت رصاصات الشهيد العلفي التي حطت في جسد الإمام أحمد البداية لإنهاء نظام الإمامة الكهنوتي المتخلف، فإن رصاصات طارق ورفاقه ستكتب اليوم بتحرير الحديدة بداية النهاية الحقيقية لمشروع كهنوت الإمامة الذي يجثم على صدر اليمن منذ ثلاث سنوات.

إن معركة الحديدة وبقدر ما تشكل تحريراً لأبناء هذه المحافظة من هيمنة وسطوة المليشيات الحوثية بقدر ما تعكس حقيقة الانهيار الذي تعيشه هذه المليشيا والتي تتجلى بأبهى صورها حين المقارنة بين تواجد قيادات وضباط المقاومة المشتركة في الميدان وعلى رأسهم العميد طارق صالح في حين يفر قادة المليشيا الحوثية تاركين وراءهم البسطاء من الأطفال والشباب المغرر بهم يلقون حتفهم.

هكذا يبدو المشهد قادماً لا محالة، الرجال المقاتلون سيحررون الحديدة وما بعدها، فيما سيتوارى رجل الكهف والقتلة وسينتهي مشروعهم المذهبي العنصري، ورغم أن التكلفة ستكون باهظة لا محالة لكن الجمهورية والدولة وقبلها الحرية تستحق ذلك، فلا يمكن أن يستمر عبث مليشيا الحوثي بحاضر ومستقبل الملايين، وهو أمر يكتبه اليوم أبطال القوات المشتركة في الحديدة التي سيكون تحريرها نقطة تحول في مسار الذهاب بعيداً لاستكمال مشروع طرد المليشيات الإرهابية الحوثية من بقية المدن التي تسيطر عليها، وكما قال أحد المواطنين معلقاً على تصريح طارق صالح بأن الحديدة ستعود إلى أبنائها فإن صنعاء ستعود لكل اليمنيين وسيُطرد منها الحوثي كما طرد من قبله الإمام البدر.