عبدالفتاح الصناعي

عبدالفتاح الصناعي

تابعنى على

حصاد العام.. طارق والعمالقة وهادي وشرعيته

Wednesday 26 December 2018 الساعة 09:23 pm

بعام 2017 طفت على السطح الخلافات بين صالح والحوثي، وفق مراحل متدرجة، بدأت تظهر بشكل أوضح بالخطابات الهجومية المتبادلة بين ناشطين وإعلاميين وقيادات محسوبة على الطرفين حتى وصلت على مستوى خطابات صالح وعبد الملك.

كان صالح يحاول احتواء تلك الخلافات قدر الإمكان، حتى بعد أن تم استهداف الدائرة الأقرب منه (مقتل خالد الرضي) وبعد أزمة حادة بين الطرفين بسبب تداعيات هذا القتل غير المبرر، ظهر صالح على شاشة اليمن اليوم يقول بأن هذه القضية كانت عابرة، ورغم الاختلاف مع الحوثي على عدة نقاط فإن حالة التفاهم بينهم قائمة..

في آوخر 2017 تطور الخلاف إلى صراعات مباشرة، انتهت بمقتل صالح، نجا العميد طارق ومن معه من الحوثي وخرج من صنعاء وظهر بشبوه يعزي أسرة الأمين العام عارف الزوكا.

رفض طارق أن يخرج من بلده وأن يذهب ليعيش في بحبوحة من العيش بإحدى العواصم الغربية أو العربية، كما هو شأن كثير من القيادات العسكرية والسياسية، الذين جعلوا الحرب مع الحوثي فرصة للمتاجرة والثرى وابتزاز التحالف واستغلاله بأكثر ما يمكن.

اختار طارق أرض المعركة وصوت الرصاص والمدافع ورائحة البارود، وخيمة بنصبها في شعب أو تبة بأرض خالية من أي شيء إلا من قذائف وألغام حوثية، عاش بين الجنود والضباط الذين التحقوا به حين رأوه أنموذجاً ومثلاً للتضحية والشجاعة، يحمل حقيبته على متن سيارته ليبيت بالعراء أو بمترس أو بموقع في طور التجهيز، حيث تقتضي الضرورة أن يكون وحيث لابد أن يتواجد فهو على أهبة الاستعداد..
فكان بهذا عاملاً معنوياً كبيراً لتدفق عزيمة الأبطال المقاتلين، وكذلك كان فجراً وطنياً جديداً وأملاً شعبياً كبيراً.

استطاع طارق أن يجعل عام 2018 هو عام الجحيم على الحوثي، بدأ من المخا حتى وصل عمق الحديدة، ومعه أبطال العمالقة وأسود تهامة.

وبالتالي فإن الحوثي الذي لطالما اغتر بقوته وتكبر وتجبر عن السلام، اضطر للبحث له عن مخرج بأي طريقة كانت، وكالعادة استغل الثغرات والضعف داخل الشرعية..
وكما كان عام 2018 عام هزيمته الحوثي وبالأقل إضعافه وإنهاكه، حتى جنح لإنقاذ نفسه ولو مؤقتاً من شدة وطأة المعارك التي قضت على الكثير من غروره وغطرسته، وسيكون 2019 هو اختبار تجربة المفاوضات والسلام، وبالتأكيد فإن هذا بطريقة أو بأخرى سيقودنا إلى تعقيدات جديدة..

2018 خسر الحوثي الكثير من مواقعه ومناطق سيطرته.. مديريات كاملة وما هو أقرب إلى محافظات كاملة، وفقد أكبر عدد من قياداته السياسية والعسكرية والميدانية وأكبر قدر ممكن من عناصره.

الشرعية عام 2018 حدثت استقالات لبعض الوزراء، لأسباب قالوا بأنها تتعلق بالعلاقات بين الشرعية والتحالف، وانتقلوا من فنادق الرياض إلى فنادق القاهرة.. كما حدث التصعيد لبن دغر والإخوان ضد الإمارات.

هادي أصدر الكثر من قراراته وتغييراته، تغيير رئيس الوزراء هو الأهم والذي كان لأسباب غامضة وظروف مفاجئة، لاتختلف كثيرا عن تغيير بحاح. وقرار اللجنة الاقتصادية، وتعيين وزير للدفاع.

وختاماً للعام أنجزت الشرعية هذا الاتفاق الذي يبدو مشبوهاً وملقاً.. ورغم كل شيء يحسب للشرعية بأن 2018 كان أداء الجبهات أفضل من السابق، فتحرك بعض جمودها خصوصاً في الأيام الأخيرة وبفضل يعود لمعركة الحديدة التي أشعلت الحماس وأنهكت الميلشيا.. ومع هذا مازال التقصير والتلاعب والفساد والمصالح الشخصية داخل الشرعية وجبهاتها هو السائد.