أحلام القبيلي

أحلام القبيلي

تابعنى على

رب الناس.. مش ربك وحدك

Monday 31 December 2018 الساعة 07:00 am

قال لي أحدهم: سنين طويلة أدعو الله تعالى أن يقبض روحي، ولم يستجب لي!!

قلت له: لك أب وأم يدعوان الله تعالى ليل نهار أن يحفظك ويطيل في عمرك لأنك سندهما الوحيد (والله مش ربك لوحدك حتى يستجيب دعوتك ويرد دعوة والديك.).

إن من الأخطاء الكبيرة ظن العبد أن رب العالمين ورب الناس أجمعين، ربه لوحده فيتعامل مع الله سبحانه ومع الناس على هذا الأساس..

فتجد أحدنا يعصي الله عمره وهو يستره ويُنعم عليه ويمهله، فإذا تاب تعجب وتبرم من صبر الله وحلمه على الغافلين.

وتجد أباً يقول: يا رب، إلى متى يعصيني ولدي ولم تعاقبه؟ ونسي أنه عاش عمره عاقاً لوالديه ولم يعرف البر إلا قبل عام.

وإذا كان العاصي لله شخصاً نحبه، فمهما كثرت وعظمت ذنوبه وجرائمه نريد من الله أن يسامحه ويهديه ونلتمس له مئات الأعذار.

ولكننا نتعجب من حلم الله وإمهاله لذلك الغافل أو الفاسق الذي لا نحبه!

قد تدعو بدعوة فيها خير لك وضرر للعشرات غيرك.
قد تدعو بدعوة وهناك المئات غيرك يدعون بضدها وقد يكون دعاؤهم أقوى من دعائك.

قد يظلمك شخص فتجتهد بالدعاء عليه ولا ترى أثراً لدعوتك على المدى القريب، ربما يكون لهذا الشخص الذي ظلمك أعمال صالحة، وهناك من يدعو له بالخير، فيكون ذلك سبباً في إمهاله عله يتوب ويرفع الظلم عنك.

وقد تكون هناك أسباب لا تعلمها أنت، وإذا كنا نحن البشر نلتمس الأعذار لبعضنا البعض فكيف بأرحم الراحمين.

لابد أن نعي ونفهم أن الله رب العالمين، رب الناس أجمعين.

فكما هو يراعي ظروفك هو يراعي ظروف الآخرين.. ومثلما هو يمهلك يمهل الآخرين، ومثلما يسترك يستر الآخرين.

وكما تحب أن يقبل توبتك هو يقبل توبة الآخرين، وكما تحب أن يقيل عثرتك هو يقيل عثرة الآخرين، وكما تريد أن يقبل أعذارك هو يقبل عذر الآخرين.

وكما تريد أن يستجيب دعوتك هو يستجيب دعاء الآخرين.

تذكر لو أن الله يعاملك، كما تحب أن يعامل الآخرين
لهتك سترك
وفضح أمرك
وأخذك بزلتك منذ زمن بعيد.