جلال محمد

جلال محمد

أمنيات نتطلع أن تتحقق لنحيا بسلام

Friday 04 January 2019 الساعة 12:44 pm

هذه الأمنيات فى العام الجديد التى أتمنى أن تجد حضوراً وتحقيقاً فى بلدنا الغالي اليمن، بل وفي عموم عالمنا العربى القابع فى الدرك الأسفل من التخلف والجوع والمرض والانتهاك:

- أن يعود اليمن لليمنيين جميعاً يحتضن كل أبنائه في ظل دولة جمهورية مدنية عادلة يتآخى فيها كل اليمنيين شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.

- أن يكون اليمن هوالأساس وهو رقم واحد لدى الأحزاب والجماعات السياسية لا شيء فوق اليمن ولا مصالح إلا ما كان يصب في خدمة اليمن أرضاً وإنساناً.

- أن تكون الديمقراطية وحرية الإنسان فى التعبير عن فكره واعتقاده فوق أي اعتبار وتوجه وأيديولوجية، فلا مكان لحظر أو إقصاء أي فكر بدعوى الحفاظ على الثوابت فلا حصانة لأي فكر.

- إعلاء قيمة النقد والبحث فلا حظر على النقد ولا حدود له ولا إقصاء للنقاد بل حرية كاملة لهم فى الإعلام للإعلان عن فكرهم.

- أن نتعلم عدم محاربة وإقصاء أي فكر مغاير، فلنا أن ننقده ونفنده فهو سبيلنا الوحيد لحصاره، بينما المحاربة والإقصاء والتجريم قد تكون وسيلته للانتشار.

- عندما تتوفر حرية النقد فسيتوفر المناخ لمواجهة الفساد الفكري والأيديولوجي والسياسي والاقتصادي.

- إلغاء كافة مظاهر التمايز الديني والعرقي السلالي والمناطقي مع السماح للجميع بالتعبير عن أنفسهم فى إطار القانون.

- أن نمتلك القدرة على التوقف أمام ثقافتنا ومراجعتها بشجاعة ومصداقية مع الذات لنقول إن هذا لا يصلح فى عصرنا وهذا غير لائق وهذا مُخرب والبديل تأسيس مفاهيم جديدة مغايرة.

- أن نؤمن بتزاوج الثقافات، فالثقافة فكر وجهد وإبداع إنسانى فى النهاية وليس حكراً على منطقة جغرافية بعينها، وليكن الانتخاب للأفضل والأصلح.

- من أساسيات التوقف والتعاطي مع ثقافتنا تحديد مواقف حازمة غير قابلة للتفاوض والالتفاف أمام انتهاك حرية الفكر والاعتقاد، فلا حجر على أي فكر، ولا حصانة لأي فكر، وليعلن كل فكر عن نفسه بدون إرهاب وحظر وإقصاء.

- من ضمن الأمور التى تحتاج مراجعة وحسماً هو تحديد موقفنا من شريعة القرن الأول الهجرى وقصة الولاية والالتصاق بالرسول، بالإضافة للجهادية الذي أفرز الإرهاب.

- عدم الاكتفاء بتعقب الإرهابيين، بل حظر ومواجهة وإقصاء الفكر والأيديولوجية الإرهابية والمروجين لها.. لا حرية للإرهابيين وأبواقهم.

- مراجعة كاملة لقوانيننا وتشريعاتنا وشرائعنا التى تتناقض مع وثيقة حقوق الإنسان بحيث تكون بنود وثيقة حقوق الإنسان هي المنهج والإطار الذي ينتج تشريعاتنا.

- مراجعة كاملة لتاريخنا وإسقاط العظمة عن مشاهده المنتهكة لحرية وكرامة الإنسان ليكتفي التاريخ بسرده كتاريخ وأحداث وحالة تطورية.

- أن يقوم علماء النفس والاجتماع بجهد لمعالجة كثير من الأمراض النفسية المستوطنة كتضخم الذات والإصطفائية والتوهم بالأفضلية من الآخرين.

- يقوم المفكرون والمثقفون وعلماء الاجتماع بجهود لتقليل النزعة الذكورية التى تعترى الرجال فتصيب المجتمع بإقصاء نصفه والتعسف معه.

- مواجهة لفكرة القداسة والاصطفائية فى كل مستوياتها، فلا قداسة لفكرة أو إنسان، فشيوع فكرة القداسة ستجلب الانسحاق والحظر والقهر والإقصاء.

- فضح الفكر والسلوك الازدواجى وتبيان مدى تناقضه وهشاشته لتكون المهمة تحديد مواقف واضحة تؤسس لعقليات ونفوس لا تمارس الازدواجية الفكرية والسلوكية.

- إلغاء منهجية الوصاية غير المدنية على فكر وسلوك البشر.

- أن يكون العلم تجريبيا تطبيقيا وليس تلقينيا، أى إرساء المنهج العلمي في الحياة، فمن المؤسف أننا نتعامل مع العلم كما نتعامل مع الدراسة في الكتاتيب.

- حظر الفكر والتعليم الديني في المدارس فمهما كان سيكون منحازاً لدين أو مذهب أو طائفة معينة، ليست المدرسة مجالا لطرحها بل تُطرح فكرة ومنهجية قبول وتعدد الأفكار والمعتقدات فقط.

- حظر أي حزب سياسي يقوم على أساس ديني، كونه احتكر الدين وفق رؤيته ومنح نفسه الحصانة والتمايز متلاعباً على أوتار المشاعر الدينية للبسطاء.

- الاعتناء بالصحة النفسية لأفراد المجتمع خاصة الأطفال والنساء لمواجهة ما أفرزته الصراعات في اليمن وكل أشكال القمع والقهر الواقع عليهم بغية تأسيس مجتمع صحي سليم معافى من العقد النفسية.

- أن يكون العلاج حقا أصيلا وليس منّة أو منحة.. أكتب هذا الأمل بعد سماعي الآن لدعوة ونداء من المسجد المجاور للتبرع لأحد المرضى.

هذه بعض أمنياتى التى أرجو أن يكون لها حضور في عام 2019 وهي أمانٍ كان يجب أن تكون متواجدة من عشرات السنين كما شهدتها شعوب وبلدان أخرى، ولكن لتجذر تخلف ثقافتنا وانتهاكها لإنسانيتنا فهي لم تتحقق في مجتمعاتنا.

أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع، شعار دائم لن يتحقق إلا بعد أن تتحقق الأمنيات السابقة.