جلال محمد

جلال محمد

نقد الماضي ضرورة كي نصل للمستقبل

Sunday 03 February 2019 الساعة 09:02 am

نقف اليوم كشعب على مفترق طرق، نحتاج لإرادة وقرار شجاع إن نحن أردنا العيش ضمن عالم اليوم الذي يتطور ويتعايش ويتأقلم مع المتغيرات مع الحفاظ على هويته وتواجده، نحن اليوم مخيرون بين أن نعيش الحاضر ونقبل به وبما فيه، بعيداً عن جلابيب التراث الديني والأفكار والرؤى السياسية التي خلفت كل هذه المآسي، وبين القطع التام مع كل ما سبق لنحيا اليوم والغد، بعيدا عن الاجترار للماضي، أو الإصرار عليه، فالوطن هو الوطن، والشعب هو الشعب، وما علينا كشعب وعلى الساسة كأحزاب ونخب سوى الإنصات للنقد والتصحيح لكل المرحلة السابقة منذ قيام الوحدة بل وما قبلها، ليتسنى معالجة ما يمكن معالجته للحفاظ على وطن يتسرب من بين يد الجميع.

يوجد منطقة مرت بها كل الأمم والحضارات الأخرى، وهي عملية نقد حقيقي وواقعي نحتاج إليها اليوم بشدة، بدون حقد او تملق للماضي، بحيث لا نلبس الأمس ثوب القداسة فلا نصلح حاضرنا، ولا نحرق الجسور مع تاريخنا، فذلك الإلغاء بدون تمحيص يتركنا بدون انتماء وبعيدين عن المنطق والإنصاف، لذا يحتاج الانسان للاتكاء على حقائق الماضي ورمزيته ليكمل طريق تصل به للمستقبل، وليس الاتكاء على الأخطاء وتكرار نفس الأخطاء، او التقوقع فيه ومعاداة الحاضر ورؤى المستقبل التي باتت تفرض عنوة واصير واقعا شاء من شاء وأبى من أبى.

إن الصورة الانسانية تاريخيا صورة من قطع قد نخطئ في رصفها وترتيب الأجزاء فيها فتظهر صور مشوهة.. وربما تكون أكثر خداعا حين تدخل صور مزورة تشبه الحقيقية ولكنها تغير النتائج المنطقية، وهذا ما نعانيه في اليمن تداخل المشوه بالسليم والمزور بالحقيقي، فنتج كل هذا الخراب المستمر بالواقع رغما عنا رضينا او رفضنا.

إن الماضي يحرك الكثير حولنا، ولغة المنطق تقول ان مجرد الرفض والبراءة منه لن تلغي مفاعيله على وضعنا، لا تكمن الشجاعة في إغراق سفن الأمس لان بها عطبا، او مرضا معديا يحمله راكب، بل يتوجب الحصول على المفيد منها وحرق او إغراق الباقي.

شجاعة نقد الماضي "السياسي" سبيل أساس للعبور إلى لمستقبل...
دعونا نتفق ان الوضع اليمني تعقد وتطور، ولم تعد فكرة التخويف والإقصاء، وان لم نكن من القوة والشجاعة في فتح الدفاتر والقبول بالنظر فيه بموضوعية، سوف نواجه ما هو أكثر بشاعة من الحوثي اللعين، أو العقلية التدميرية التي يدير هادي بها شؤون هذه البلاد، علينا أن نتعلم من أخطاء الماضي، وكارثية السياسات والمماحكات الحزبية ونخضع تلك التجارب للنقد..
لذا تعالوا نفتح الدفتر ونعيد التصحيح.