سمير رشاد اليوسفي

سمير رشاد اليوسفي

تابعنى على

فبراير!!

Thursday 14 February 2019 الساعة 09:52 am

الاحتفاء السنوي بذكرى 11 فبراير 2011، مع تجاهل تقييم محصولها خلال ثماني سنوات بهدف تصحيح مسارها الذي تسبب في نتائج وخيمة وكارثية، بعد أن استخدمها الثورجيون مظلة لنفث أحقادهم في وجوه المختلفين معهم، واستعملها الحوثيون مغسلة لجرائمهم الطائفية؛ سيجعل منها مناسبة مشؤومة تختلق كل عام مزيداً من الأعداء والأدعياء والخصوم على طريق تفكيك اليمن.

وكنتُ قرأتُ قبل أشهر مجموعة انتقادات كتبها عضو الدائرة السياسية لحزب الاصلاح "عبده سالم"، وهو باحث في شئون اليمن والقرن الأفريقي، أوضح فيها أنّ ما صارت تُسمى بثورة فبراير "اخترقها الحوثيون من أول يوم لاندلاعها وآلت إليهم بكل مخرجاتها، بصرف النظر عن المدخلات.. وأنّ ثورتهم المزعومة 21 سبتمبر ارتكزت في حقيقة الأمر إلى ميزان القوة التي اكتسبوها من اختراقهم لثورة فبراير".

ولا أَجِد تفسيراً لميزان القوة الذي ذكره "عبده سالم" أفضل مما كشفه الكاتب "غائب حواس" في منشور له في صفحته على "الفيس بوك" قبل أيام، و"حواس" من صعدة.. معروف بعدائه الشديد لحركة الحوثيين منذ بزوغها، ويستحيل المزايدة على موقفه. قال "إنّ صعدة تم إسقاطها بيد الحوثيين بالتزامن مع انضمام اللواء علي محسن لشباب فبراير وتوجيهه لسبعة ألوية تتبعه -من ضمن ثمانية كانت تقاتل الحوثيين- بلزوم الصمت والحياد ولاحقاً انضم قادتها للساحات".

وَمِمَّا يلفت الانتباه، أيضاً، مقالة كتبها الصحافي من تجمع الإصلاح "محمد مصطفى العمراني" في سبتمبر الماضي بعنوان "كيف قطف الحوثيون وإيران ثمار ثورة الشباب في اليمن"، وأعاد موقع "السلام اليوم" نشرها قبل أيام جاء فيها أنّ أحزاب اللقاء المشترك خدمت الحوثيين بعقد اتفاقات مثلّت اعترافاً بهم كقوة سياسية على أرض الواقع، وأنّ القوى الحوثية الإمامية تلقت أوامر ومشورات وتوجيهات من إيران وحزب الله للانخراط في الثورة الشبابية؛ باعتبارها فرصة تاريخية لتحقيق مكاسب كثيرة، وأكدّ أنّ جريمة قتل أكثر من 50 شاباً في مجزرة جُمعة الكرامة خطط لها ونفذها القيادي الحوثي "عبدالحكيم الماوري" الذي يتولى وزارة داخلية الحوثيين منذ أكثر من عام، كما أورد معلومات عن معرفة تجمع الإصلاح بمخطط الحوثيين باجتياح العاصمة، واكتفاء قياداته بنقل وثائق مهمة منها!!

وتأتي أهمية هذه المقالة من كون كاتبها كان خلال تلك الفترة ناطقاً إعلامياً باسم الشيخ عبدالمجيد الزنداني، ولهذا أغفل ذكر الدور الذي لعبته إمارة قطر في التقريب بين الحوثيين وأحزاب المشترك وبقية مكونات الساحات واشتراطها إنجاز ذلك مقابل دعمها لهم.

وأختم بالدكتورة القديرة "وسام باسندوة" التي كانت إحدى ناشطات فبراير، قبل أن تصاب بخيبة أمل، ولها كتاب "مذكرات ثورة مأزومة". فقد دونت، أمس الأول، منشوراً ضمّنته انتقاداً لاذعاً لأمنية "توكل كرمان" بأن يعُم "الربيع العربي" السعودية والإمارات، فـ"مواطنو هذين البلدين، يحظون بالرخاء والتقدير والاحترام". وعلّقت على إغفال "قطر" من الأمنية مع أنّها إمارة غير ديمقراطية.. بقولها: "إذا كان الربيع العربي خيراً؛ لماذا لا تتمناه لـ"قطر". وإن كان شراً تتمناه لدول تكرهها، فهذه إهانة للربيع الذي تُفاخر به.. وللشباب الذين آمنوا به"!!

اللهم لا شماتة..