زيد الذاري

زيد الذاري

تابعنى على

الزاوية الحرجة

Sunday 17 February 2019 الساعة 09:15 pm

التموضع الخاطئ قد يحملك أعباء عقود من الصراع بين أقطاب العالم، ويجعلك متنفساً لضغط معادلات أكبر من طاقتك، ولن تحصد سوى الخراب والدمار، وسيجني غيرك ثمن كل تضحياتك.

يكون تموضعك خطأ عندما تخالف ثوابت بقائك ومصادر أمنك.. والثوابت واضحة ولا مجال للمساس بها تكتيكياً.. وهي هويتك وتاريخك وجغرافيتك ومصالح شعبك.
وما دمت في الموضع الخطأ فأنت خسارة ولن يعترف بسلطتك حتى من دفع بك إلى الخطأ. وستجد الكثير مما لا تفسير له. وستجد نفسك في الزاوية الحرجة وستدفع الثمن إذا كنت حراً.. أو سترضى -وهو ما لا نتوقعه بل ونستبعده-بالبقاء أداة ضد ثوابتك في دائرة أضيق لتواجه نفس الموقف لاحقاً.

لعل النصح ينفع كما كان ينفع من قبل أحياناً. 
أما وقد باع من لا يملك لمن لا يستحق فلنتوقع المزيد من الضياع.

وطن كان عصياً حتى على سليمان وأنقذته حكمة بلقيس، اليوم يهبه ظريف (إيران) لبريطانيا بعد أن جعله ساحة لتعديل حساباته في الإقليم، واستخدمه كورقة في مفاوضاته لتخفيف عقوبات نوفمبر. ومن قبله لتمرير اتفاقه النووي، وما خفي كان أعظم، بل وأدهى وأمرّ.

هل السيد ظريف مفوض من قبل أحد ما للتفاوض باسم اليمن وموانئ اليمن وسواحل اليمن والاتفاق على مصير بلدنا مع بريطانيا؟ ما صفته بالتحديد يا صنعاء؟

وماذا ينتظر الوطن بعد الآن.. إذ اتضح أن استوكهولم مجرد إخراج مبهم ورديئ لما هو معد بين طهران ولندن العائدة إلى منطقتنا لتجني ثمار استثماراتها القديمة في إسرائيل وفي الدين وفي الحدود بين الدول والنفط وفي الثورات الدينية التي أطلقتها في المنطقة... والتي لم تعد واشنطن قادرة على تحمل نفقات إدارتها.

"أكثر من أي وقت مضى لن ندير ظهرنا للشرق الأوسط" ما قاله الوزير هنت..
ولصنعاء وقبل استحكام الطوق بقرارات دولية وقوات أممية وتقسيمات مفروضة ومحمية.. أمامك حل وحيد قائم على الثوابت.

*رئيس ملتقى الوئام الوطني

* من صفحة الكاتب علی ( الفيس بوك)