عصام محمد الأحمدي

عصام محمد الأحمدي

تابعنى على

الخدمة الاجتماعية وتعزيز العلاقات الإنسانية

Wednesday 20 March 2019 الساعة 02:21 pm

يشهد عالمنا اليوم مجموعة من التحولات الاقتصادية والسيسولوجية والديموغرافية على نحو دراماتيكي تجعل الإنسان أكثر قدرة على الاستجابة للظروف المحيطة بشقيها، السلبي والإيجابي، وهو ما يؤثر على عملية التفاعل الاجتماعي والعلاقات الإنسانية بشكل عام.

وبما أن الإنسان اجتماعي بطبعه، يسعى بصورة مستمرة لتعزيز علاقاته وتقوية روابطه الاجتماعية في سبيل الوصول لحالة من الانسجام والاستقرار النفسي والاجتماعي، فإن مهنة الخدمة الاجتماعية تلعب دوراً أساسياً في تعزيز العلاقات الإنسانية وحالة التكيف الذي يضمن المحافظة على مجموعة القيم السائدة في المجتمع وعدم المساس بالمعتقدات أو فرض إملاءات دون إرادة الشخص أو انتهاك كرامته.

وفي الوقت الذي تشهد فيه المجتمعات المعاصرة حالة من التراجع والانكماش في العلاقات الإنسانية، جاء شعار الاحتفال باليوم العالمي للخدمة الاجتماعية 19 مارس هذا العام تحت مسمى (تعزيز العلاقات الإنسانية) وقد حمل شعار هذا العام دلالات مهنية وعلمية بالغة نابعة من روح المهنة ومستوحاة من أبجدياتها.

فالخدمة الاجتماعية تركز بشكل محوري على التفاعلات الاجتماعية أثناء تقديم الخدمة والقيام بالتدخلات المهنية المختلفة، وهي بذلك تنهج المنهاج المثالي في العمل لتعزيز العلاقات الإنسانية، ويستخدم الأخصائي الاجتماعي مزيجاً من المعارف والخبرات العلمية والعملية؛ كونه شخصاً مر بعدد من مراحل الإعداد النظري والميداني حتى يسهم إسهاماً فاعلاً في خدمة المجتمع ومساعدة الأفراد والجماعات والمجتمعات على حل مشكلاتهم وتجاوز المعوقات التي تواجههم لينموا كأفراد وجماعات ويسهموا في تغيير المجتمع.

وفي الوقت الذي يحدونا الأمل في تفعيل دور الاخصائيين الاجتماعيين بالتنسيق مع أقسام الخدمة الاجتماعية في الجامعات والتكتلات المهنية بمسمياتها المختلفة لتعزيز دورهم في المجتمع، وكسب الاعتراف المجتمعي بهذه المهنة الناشئة في المجتمع اليمني، إلا أننا نشعر بنوع من خيبة الأمل لعدم التوصيف الدقيق للأخصائي الاجتماعي في بعض الجهات والمؤسسات المحلية والدولية، وترك الحبل على الغارب، وفتح المجال لغير المتخصصين والدخلاء على مهنة الخدمة الاجتماعية، والذي يؤدي بدوره إلى نتائج عكسية أثناء التدخلات المختلفة لافتقارها إلى أدنى المعايير المهنية في مجتمع يعيش ظروفاً طارئة بالغة الصعوبة.