عبدالفتاح الصناعي

عبدالفتاح الصناعي

تابعنى على

الإخوان والحوثي في ميزان الكرامة!

Wednesday 20 March 2019 الساعة 06:14 pm

يسعى الإخوان إلى تقديم أنفسهم كثوريين، قدموا أعضاءهم شهداء وجرحى في جمعة الكرامة، بينما في الواقع لم يكن الإصلاح قد نزل رسميا إلى الساحة وكانت تصرفات فردية لأعضائه، لا يلام الإصلاح لو أنه كان صادقاً يبحث عن حل سياسي ممكن للأزمة، أفضل من الادعاءات والشعارات الثورية فقد يكون بالامكان التبرير بأن الهشاشة السياسية لا تتحمل الثورية وقد تكون الحلول السياسية الواقعية هي الافضل بكل مساوئها. ولكن يلام الإصلاح ويدان لأنه لم يلتزم ويُصدق لا بالمسار السياسي، ولا بالمسار الثوري بالوقت الذي يريد بأن يجني ثمار الاثنين معاً بكل الطرق والأدوات الخاطئة والمزايدات وتشويه الحقائق وتبرئة نفسه من كل ذنب وتحميل الآخر كل الذنب والجرم!

لم يقتل الإخوان الثورة وحسب بالعجن والتناقض الشديد بين المسار السياسي والثوري بل أيضاً عملوا على تسميم البيئة الشبابية والسياسية بالمبيدات القاتلة لتعم الفوضى والأحقاد والضبابية والصراعات العبثية المعقدة، بدلاً عن السياسة والافكار، ولإرفاد الحياة السياسية بالأجيال الشابة كأقل شيء ممكن بعد أن عقروا ثورته وأحلامه.

حين كانوا في كل خطاباتهم يتكلمون عن عظمة الثورة وبأن الشباب هم قادتهم فقد كانوا على الواقع يعملون كل ما هو عكس ذلك حتى قال أحدهم في لحظة تقاسم غنائم مقاعد الحوار الذي كان عبارة عن مهزلة ومبالغة "لا وجود للشباب هم حالة عائمة غير موجودة عملياً" حتى شباب تنظيمهم احتاجوا فترة لإعادة ترويضهم والعودة بهم الى بيت الطاعة.

وبالتالي أصبحت الحوثية هي القوة الوحيدة الموجودة عملياً على الساحة، وأخذت الحوثية فرصتها الذهبية من خلال ما حدث من التدمير الممنهج لما كان يتبلور من فكر شبابي وطني مدني ومن وعود وآمال إنهاء الفساد إلى زيادته وتقاسمه، ومن الحل السلمي للصراعات إلى تأجيجها وإشعالها وتعقيدها أكثر.

ركاكة في إدارة الدولة لم يحدث أن حصلت هكذا، وهشاشة في العملية السياسية، وأحقاد وصراعات صغيرة، ومتاجرة ومزايدات بالقضايا المصيرية، حتى أصبحت الحوثية هي البديل الواقعي لعملية سياسية ناضجة هي البديل لقوى جديدة مفترضة بل وكانت قد تخلقت وتم إجهاضها وكذلك فهي الطريق لكل مصدوم ويائس ولص ومتسلق وباحث عن حيلة للانتقام الشخصي، للكثير ممن خسروا مناصبهم ووظائفهم بعد سيطرة الإخوان، أو ردة فعل لانهيار الحلم العام.

هكذا الجميع مهدوا وعملوا لصالح الحوثية بأخطائهم وطمعهم وجشعهم وأحقادهم، وسوء تقديراتهم وضعفهم القيادي والسياسي.

وهكذا كانت الصرخة وويلاتها بديلاً عن الكرامة والرقي الفكري والقنبلة بديلاً عن السلمية والأحقاد بديلاً عن الترفع والجماعات الدينية بديلاً عن المدنية.

نستطيع اليوم أن نستعيد كرامتنا وكرامة الوطن إن نحن وعينا التجربة كما يجب.

قتل الإخوان ومن معهم الكرامة بقتلهم روح وقيم الثورة وقيم وأخلاق السياسة الوطنية ومعهم الآخرون بنفس الطريقه، لكنهم لربما تولوا كبر هذا الذنب فأنتج الحوثي الذي دمر الكرامة العامة والشخصية للجميع وما زلنا إلى اليوم لم نستطع السيطرة على الوضع لأننا بحاجة إلى مراجعة جذرية للأخطاء والأمراض والطرق التي أنتجته وما زالت هي عامل قوته حتى اللحظة.