جلال محمد

جلال محمد

الحوثي والإخوان.. وجهان لعملة واحدة

Monday 25 March 2019 الساعة 07:33 am

يبدو أن التكهنات التي كانت تتردد حول توافق جماعة الإخوان المسلمين باليمن "الإصلاح" فى عمل مشترك سياسي ومليشاوي مع جماعة الحوثي، تحولت إلى واقع بعد مرحلة من التلميحات ومحاولة الكشف عن وجود تقارب وعلاقة قوية بين الإخوان وميليشيات الحوثي.

ويتجلى ذلك التوافق في العبثية التي تتعامل بها أجنحة جماعة "الإخوان" في اليمن، وتماهي تلك الأجنحة مع مخطط الحوثي وبأوامر قطرية لا شك.

فما تقوم به مليشيات الإصلاح "جيش علي محسن" يدلل بصورة واضحة على تكامل الدور الحوثي - الإخواني في استمرار حالة الصراع وتعميم حالة الفوضى، ونشر ثقافة الكراهية واستباحة دم من يعارض المشروعين "الحوثي أو الإخواني" خصوصاً وأنهما يتوجهان عبر موجه خارجي واحد من طهران أو الدوحة.

أربعة أعوام والإصلاح يعيش في رفاهية ويبني مليشياته الخاصة بفضل قرصنته مساعدات التحالف واستغلاله حالة الحرب والفرقة ليزيد من استهدافه لكل مكون يعارضه، وهو ذات النهج الذي تمضي عليه جماعة وسلالة الحوثي، فخلال أربع سنوات استفرد الإصلاح بالحكم ومفاصل الدولة في ظل الغباء الذي يعاني منه "هادي"، مستغلاً سلطة الدولة ليشكل امبراطورية خاصة في "مأرب".

مأرب التي تنهب ثرواتها على يد جماعة الإخوان، دون أن يوردوا فلسا واحدا لبنك الشرعية التي صموا آذاننا بالتغزل بها!!

وهذا يعني أن الإخوان يطالبون بما ليس في يدهم باسم الشرعية التي دمروها وجعلوها وكراً لكل بلاء ومصيبة.

أربعة أعوام والإخوان في جبهات "النوم" لم يتقدموا شبرا عن آخر نقطة وصل لها الشدادي، ولن يتقدموا، فهم مهتمون فقط بكيفية تسوير سلطتهم في مأرب، ونشر الناشطين والسفهاء على وسائل التواصل الاجتماعي للرد والتلفظ على كل من ينتقد مشروعهم، وهذا هو نفس ما يفعله الحوثيون في صنعاء وغيرها من المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، فكلا الجماعتين مهتمة بالحفاظ على ما يدر عليهم المال سواء كانت مأرب أو الحديدة وصنعاء.

خلال السنوات الأربع الماضية -وخصوصا العامين 2017 -2018 هاجم الإخوان الإمارات بضراوة خصوصا بعد "قرار مقاطعة قطر" متناسين أن المنطق يفرض عليهم العمل وفق مصالح اليمن لا وفق توجهات قطر، ومتغافلين عن حقيقة واضحة مفادها أنه لولا الدور الإماراتي لما كونتم إمبراطورية مأرب، ولولا صواريخ الباتريوت الإماراتية لأحال الحوثيون مأرب كرة من لهب، ولكنه الطبع الذي غلب التطبع، طبع الإخوان في التنكر لكل يد خير تمتد لهم، وازدواجية ومزاجية التوصيف الذي يلقنونه مثقفيهم ودعاتهم وناشطيهم.

فعلى سبيل المثال، وجود الإمارات في الجنوب المتحرر من رجس الإصلاح "احتلال" وجوده في مأرب "واجب" وأمر حتمي واخوي.

كلنا نعلم اتفاق الحوثيين مع إخوان اليمن.. ألم يكونوا شركاء ساحة التغيير بقيادة توكل كرمان؟ ولذا ليس بغريب التماهي الإخواني و التحالف غير المعلن مع الحوثيين، رغم تجلي واحدية الهدف والعمل والإجرام بينهما، فهم يريدون السلطة حتى لو كان حصولهم عليها بالتحالف مع الشيطان.. يستخدمون بعضهم البعض ويقاتلون باسم الله.