صالح أبو عوذل

صالح أبو عوذل

تابعنى على

الحوثيون والإخوان.. جبهة واحدة ضد الجنوب

Monday 25 March 2019 الساعة 07:51 pm

بعد ساعات قليلة من نشر مقابلة مع مهدي المشاط، الرئيس الذي لا يعترف به غير إيران وقطر، عاود النهضاوي علي الأحمدي مساعيه الرامية إلى تزييف الوعي وتضليل الرأي العام، لا لشيء، ولكن لمحاولة نفي التأكيد الرسمي الذي أعلنه رئيس الحوثيين بأنهم والإصلاح باتوا في صف واحد ضد ما وصفه المشاط وبعض الإخونج "العدوان على اليمن".

يعتقد النهضاوي الأحمدي أنه بمقدوره تزييف وعي الناس بعبارات، تشبه ما قاله رئيس الحوثيين عن الجنوب، والذي زعم أن الجنوب بات تحت الاحتلال، ومثله قال الأحمدي إن الجنوب تحت احتلال المليشيات. لا أدري هل هو الغباء المستفحل لدى شلة ترى أن أولياء الله في الأرض هم "المرشد الأعلى".

ولكن بعيداً عن ما قاله رئيس الحوثيين الجماعة التي ارتكبت جرائم بشعة لا تقل بشاعة عن ما ارتكبه تحالف صالح والإخوان في صيف 1994م، تعالوا نفسر ماذا يريد الأحمدي قوله.

تحدث الأحمدي عن ما قال إنها "ميليشيات وتشكيلات مسلحة في الجنوب"، وهذا الوصف جرى العمل عليه منذ نحو عامين، وصف قوات الجنوب بأنها مليشيات مسلحة، تمهيداً لشيطنتها ومن ثم اجتياح الجنوب بدعوى محاربة هذه القوات، والهدف المعلن للإخوان في اليمن هو الدفاع عن الوحدة اليمنية والسيادة، مع أن من انتهك السيادة اليمنية هم الحوثيون حلفاء إيران، ولكن كما يقول المشاط إنهم والإخوان قد أصبحوا صفاً واحداً في مواجهة العدوان، معتبراً ما يحصل في تعز بانه مؤشر على ذلك.

يدرك الأحمدي أن جنود وقادة القوات الجنوبية هم من قاتل الحوثي وطرده من الجنوب، وأنهم من حارب التطرف والإرهاب ومشاريع الانتقام التي ارتكبت جرائم قتل جماعية ضد أبناء الجنوب.

يدرك الأحمدي القيادي في حزب النهضة (غير إخواني كما يقول)، أن هذه القوات ومقاتليها هم من نجا من الموت بأعجوبة من مشاريع التفجيرات التي دشنت في أكتوبر من العام 2015م.

تهكم الأحمدي من السلفيين الذين يقتلون في تعز بتهمة أنهم سلفيون، لأن من يقتلهم ويهجرهم من منازلهم ومدنهم يعتقد أنهم قد يشكلون تهديداً وجودياً على مستقبله السياسي، بعد أن أثبتوا وجودهم في الحرب ضد الحوثيين.

حاول النهضاوي تضليل الرأي العام بأن من يناهض مشاريع الاحتلال في الجنوب، هو عميل ومرتزق، لأنه يعتقد أن الناس في الجنوب قد تناست الحرب التي شنها تحالف 7 يوليو على الجنوب، أو أن الجنوبيين قد نسوا فتاوى التكفير الشهيرة، ومن خطب من "جهز غازياً فقد غزا".

النهضاوي الأحمدي الذي يقول إنه ليس إخوانياً وإنه من حزب النهضة وإن كان هذا الحزب أحد الأحزاب اليمنية التي تمولها الدوحة، ذهب للدفاع عن مرتكبي جرائم الإبادة ضد المدنيين في تعز القديمة، ولكن اعتقد أنه يخاطب مجموعة من الأغبياء، لأن زعم أن "الحشد الشعبي في تعز" هم الحكومة الشرعية، وأن هناك من رفع السلاح عليهم.. يا للعجب؟!

ألم يقل الحشد الشعبي في تعز إنه ينفذ عملية ضد عناصر خارجة عن النظام والقانون.. ثم لماذا تمرد الحشد الشعبي على توجيهات الرئيس هادي ووزير الدفاع وقائد المنطقة العسكرية الرابعة ومحافظ تعز.. من يمثل الحكومة الشرعية إذا كانت هذه المليشيات التي تدعي زوراً أنها الحكومة الشرعية، وهي ترفض توجيهات الرئيس ووزير دفاعه بتأكيدات رسمية.. ماذا تقول يا هذا؟

نسي الأحمدي أن يسأل نفسه بأي حق امتلك حزب الإصلاح اليمني قوات عسكرية تدين بالولاء له.. لماذا من حقه أن تكون لديه قوات عسكرية في حين أنكم تحرمون على الآخرين أن يمتلكوا قوات تدافع عنهم؟!

إذا كان الإصلاح حزباً سياسياً، كما يقول البعض ومنهم الأحمدي، لماذا اضطر إلى تشكيل "حشد شعبي في تعز وألوية عسكرية في بيحان شبوة وسيئون حضرموت، بأي حق يُهجِّر السلفيين من تعز؟

عاد الأحمدي للحديث عن التشكيلات العسكرية التي زعم أنها تنخر في الوطنية وتقف حجر عثرة أمام عودة الدولة.. هنا أتساءل: هل محاربة الإرهاب الذي ضرب الجنوب منذ حرب تحالف أبريل 1994م، يعد نخراً للوطنية ويقف حجر عثرة أمام عودة الدولة ومؤسساتها؟

ثم هل عودة الدولة تتمثل في أن يعود "حلف 7 يوليو"، لحكم الجنوب مجدداً ونهب ثرواته، ثم لماذا الدفاع عن السيادة اليمنية فقط في المهرة وسيئون وحقول نفط شبوة والعاصمة عدن، لماذا لا يكون الدفاع عن السيادة اليمنية أولاً من صنعاء، التي يسيطر عليها حلفاء إيران؟

يقول الأحمدي محاولاً لبس ثوب الوطنية وتجريد المدافعين عن الجنوب منها قائلاً، "الأفكار السياسية مهما اختلفنا معها يبقى لها احترامها إن سلكت الطرق المشروعة، بل حتى لو سلكت طرق الاستبداد وبقي قرارها بيدها فسيبقى لها بعض احترام طالما احترمت أوطانها، أما الارتهان التام وتسليم كل شيء للخارج فليس هناك من ذنب يرتكب بحق الوطن أكبر منه"؛ انتهى الاقتباس.
الرد: "ربما تتفق معي أن الحوثيين سلموا اليمن لإيران، فلماذا أصبح خطاب البعض من التيارات القطرية، يحترم وكلاء إيران في اليمن، هل المقاطعة السبب.. فلنفترض أن المقاطعة السبب في ذلك.
ألا يوحي هذا الخطاب بأنه يشبه إلى حد بعيد خطب وفتاوى "الردة والانفصال"، هل من يقول كفوا أذى صنعاء عن الجنوب، يجب أن لا يُحترم؟ طيب مطالب الجنوبيين بالاستقلال نفترض أنها "أفكار سياسية"، لماذا أفتيت أن الجنوبيين يريدون تسليم الجنوب للخارج؟ هل تمتلك أدلة قطعية على أن المطالبين بالاستقلال يريدون تسليم الجنوب للخارج.. ثم ما هو الفرق بين أن الجنوبيين يريدون تسليم بلادهم لطرف خارجي وبين البقاء تحت هيمنة صنعاء..؟
طيب لماذا تتحاور القوى اليمنية "الوطنية من وجهة نظر الأحمدي"، مع الحوثيين الذين يجمع اليمنيون على أنهم سلموا اليمن لإيران، في حين أن هذا القوى ترفض الحوار مع الجنوبيين لمعرفة على الأقل الأسباب التي دفعت الجنوبيين اعتزامهم تسليم الجنوب لطرف خارجي.
وإلى هنا يكفي..