مروان الجوبعي

مروان الجوبعي

تابعنى على

الفساد لا يفسد للود قضية

Thursday 04 April 2019 الساعة 04:15 pm

تحصل واحد شاطر وذكي ولكنك أحياناً تتعجب من التناقض في الطرح.. هو ينتقد ظاهرة سلبية معينة، ولكنه بالوقت نفسه ينصح جماعته بممارستها.

هو يعتبر أن الشلل المناطقية التي وصلت عبر الواسطة والنفوذ -رغم عدم كفاءاتها- يعتبرها شللاً خطيرة ومضرة على الوطن، ولكنه بالوقت نفسه يقدم نصيحة لجماعته بممارسة نفس الطرق الملتوية للوصول إلى المناصب والوظائف العامة ويلوم قيادات منطقته لأنهم لم يتصرفوا مثل تلك الشلل الفاسدة!

هذا الأمر ليس بجديد علينا بل هو سلوك مكتسب وربما حالياً أصبح ثقافة عامة تتعامل فيها النخبة والبسطاء..

بعد حرب 94 عندما كنا نجد مسئولاً ملتزماً بالنظام والقانون ويتعامل مع الكل وفق النظام، لا يقبل أن يقدم أبناء منطقته على الآخرين، ولا يقبل أن يعين أحد الأقرباء أو يتوسط له مهما كان الأمر.. عندما كنا نجد مسئولاً جنوبياً من هذا النوع نقول هذا الغبي عاده عامل نفسه دولة ليش ما يشوف الشماليين كيف يقدموا أصحابهم؟ ليش ما يشوف الشماليين كيف يصرفوا منح لجماعتهم؟ ليش ما يشوف الشماليين كيف يستلم الواحد منهم أكثر من راتب؟

المهم بدل ما يسانده الناس ويقفوا إلى جانبه من أجل محاربة الفساد تحولوا إلى داعمين ومساندين للفساد والفاسدين.. بدل الوقوف إلى جانبه لمحاربة الظاهرة السيئة تحولوا إلى أعداء له وحاربوه وأحرقوه إلى أن يصبح جزءاً من الفساد، أو على الأقل يصبح معزولاً بين الناس لأنه إنسان يملك ضميراً..

كم هو مؤلم عندما تشاهد أصحاب الرأي والكلمة والمؤثرين اليوم يحاربون الفساد بهذه الطريقة!!!