محمد عزان

محمد عزان

تابعنى على

الحوثيون والبحث عن قشة "شرعية"!!

Monday 15 April 2019 الساعة 04:37 pm

اجتماع النواب في سيئون فيه رائحة الدولة ومذاق المدنية.. أياً كان الحاضرون، ومهما كان عددهم واتجاهاتهم.

فالخطوة الصحيحة كالمولود (السليم).. يكبُر مع الأيام ويتعافى وإن كان ضعيف البِنْيَة صغير الحجم، بخلاف المولود مُعاقاً؛ فإن إعاقته تكبر معه ولا يُغير كِبَر حجمه من النّقص شيئاً..

والحوثيون منذ دخولهم صنعاء ضيّعوا فرصاً كثيرة كانت ستضفي شيئاً من الشرعية على وجودهم ضمن المكونات السياسية ونظام الدولة، ولكنّ مزيجاً من الغطرسة واللامبالاة دفعهم إلى القفز إلى هاوية الحرب الأهلية وجر البلاد نحو متاهة الصراعات الإقليمية والدولية.

واليوم يبحثون عن أي قشّة (شَرعية) يتمسكون بها، خصوصاً ما بقي من مجلس النواب تحت طائلتهم، ويسعون إلى تكميل أعضائه ببعض أوليائهم ومشرفيهم.. وكأنهم لا يدركون أن ذلك العَبث لا يغير من الأمر شيئاً، إلا مزيداً من إفساد شرعية ما بقي من المجلس تحت رحمتهم.

الشراكة عبر الانتخابات الشرعية كانت مُتاحة لهم ولغيرهم؛ بل وكان المجلس أثناء تحالفهم مع الرئيس صالح في متناولهم، ولكن الهوس بإقصاء الغير وجنون الطمع في الاستيلاء على كل شيء أفقدهم صوابهم، فأغلقوا المجلس وضيقوا على أعضائه حتى طار منهم مَنَ طار، شأنهم شأن غيرهم من القيادات ووجوه المجتمع.

أيها الرفاق.. لا يزال بإمكانكم العمل مع جميع شركاء الأرض وإخوة الوطن على إخراج البلاد من محنتها.. (فقط) كونوا جادّين، وتخلوا عن الهوس بالتفرد بالسلطة والهيمنة على البلاد، فزمان الامبراطوريات العُصبوية قد ولّى.. ولا تَتَعذّروا بالخارج، فالخارج مُنْفعل بالدّاخل، وإذا اتفق الغرماء بطلت الأحكام!

ختاماً.. منظومة الشتائم والاتهامات والعِتاب وأخواتها لا تُغير من واقع الأمر شيئاً، فما هي إلا وسيلة يُبدد بها المَرعوب مَخَاوفه، ويَستُر بها الجاهل نَقصه، ويُنَفّس بها المَوْتُور غَضَبه؛ لذلك فإن الرّفق بالخائف أجدى، والإعراض عن الجاهل أولى، والصبر على المَوْتور أحرى.

فإن كنت صاحب قضيّة ولست مستأجَراً في قضية غيرك فـ {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}، حتى لا تنشغل عن قضيتك بسواها..

* جمعه (نيوزيمن) من بوستات للكاتب علی صفحته في (الفيسبوك)