سمير الصنعاني

سمير الصنعاني

نصر الله والحوثي بيادق إيران في لعبة الصراع

Friday 26 April 2019 الساعة 09:18 am

عقب قرار الولايات المتحدة الأمريكية بتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية سارع كل من حزب الله اللبناني ومليشيات الحوثي في اليمن إلى إصدار بيانات الإدانة لهذا القرار، ووصفوا فيه أمريكا، كالعادة، بدولة الاستكبار والاستعمار... وغيرها.

وبعيداً عن مضامين موقف حزب الله والحوثي من القرار الأمريكي، لكن مسارعة الطرفين دوناً عن الآخرين لهو دليل جديد يقدم على مدى ارتباط هاتين الحركتين المليشاويتين بإيران وعمالتهما لها بشكل قطعي.

ومع أن حزب الله لا يجد حرجاً من إشهار ارتباطه بإيران فإن مليشيات الحوثي لا تزال تحاول التخفي وعدم الاعتراف بعمالتها لإيران، وهو أمر لم يعد بمقدور هذه المليشيات الاستمرار فيه، فكل أفعالها وأقوالها تقدم أدلة كل يوم عن مدى ارتباطها شكلاً ومضموناً بإيران وبمشروع نفوذها التوسعي المذهبي في المنطقة، والتي تستخدم لتنفيذها أدوات مليشاوية مسلحة كما هو حال حزب الله اللبناني والحوثي في اليمن.

ومن الغريب أن نجد أن إعلام المليشيات الحوثية يصم آذان الناس واتهام خصومه ومناوئيه، على اختلاف توجهاتهم، بالعمالة والارتزاق للسعودية والإمارات، فيما هم غارقون من رؤوسهم حتى أخمص أقدامهم في العمالة لإيران ولمشروعها المذهبي والطائفي ولفكرها التوسعي ولسياستها العدائية تجاه شعوب المنطقة وتجاه العرب عموماً، وفي كل يوم تقدم هذه المليشيا دليلا على مدى ارتهان قراراها ومشروعها التسلطي بإيران التي تحركها متى شاءت ومتى شعرت أن عليها أن تستخدمها كبيادق في لعبة الصراع على النفوذ في المنطقة.

ومثلما سارع الحوثيون وحزب الله لإصدار بيانات الإدانة لقرار واشنطن بتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية وجدناهم يحضرون بشكل آخر حين بدأ الخناق يضيق على إيران بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن إلغاء الاستثناءات التي كانت تمنحها لبعض الدول بخصوص استيراد النفط الإيراني، وسعيها لأن تصل صادرات إيران من النفط الشهر القادم إلى الرقم صفر، وهو أمر يقض مضاجع إيران ويعد حربا أعنف من الحرب العسكرية، لذلك سارع حسن نصر الله للظهور والحديث عن أن الصيف قد يشهد حربا جديدة.. فيما ظهر عبدالملك الحوثي زعيم مليشيا إيران في اليمن لأول مرة في مقابلة تلفازية ليتحدث عن صواريخ قادر أن يضرب بها الرياض وما بعد الرياض وأبوظبي ودبي على غرار نصر الله حين كان يردد دعايته في ضرب حيفا وما بعد حيفا وكلها في الأخير ليست سوى مجرد رسائل إيرانية تبعثها عبر وكلائها للآخرين وتستخدمها في مواجهة معركة الحصار الاقتصادي الذي تشنه ضدها الولايات المتحدة منذ انسحابها من الاتفاق النووي.

والحقيقة التي يجب على الجميع الاقتناع بها اليوم أن الحوثي كان وسيظل مجرد مليشيا وذراع لإيران يمارس عمالة غير مسبوقة ويتهم الآخرين بتهمة هو منغمس فيها حد الثمالة بقبح لا نظير له ومن لا يزال يرى فيه غير ذراع لإيران فهو إما ساذج أو صاحب مصلحة لا غير ولعل الأيام ستقدم أدلة أخرى على مدى هذه العمالة التي تتمدد وتنكمش بمصالح إيران في المنطقة وقدرتها على استثمار هذه الأدوات في معركتها ضد الآخرين.