عبدالفتاح الصناعي

عبدالفتاح الصناعي

تابعنى على

يناير.. ومرسي والاخوان والسيسي!

Sunday 07 July 2019 الساعة 10:18 am

(1)

في مصر ولدت الثورة مكتملة ولكنها تعرضت للتشوية والإعاقة في مهدها، فشلت مزايدات الثورة لكنها نجحت بالمحافظة على الدولة؛ وذلك بخلاف اليمن وليبيا وسوريا فقد ولدت الثورة معاقة ومشوهة وبالتالي كانت النتيجة لا ثورة ولا دولة، مزايدات الثورات لا تختلف كثيراً عن مزايدات المحافظة على الدولة.

كان أمام يناير عدة ملفات وقضايا شائكة، كان عليها بأن توجد الرؤى لحلها ولكنها فشلت في ذلك.

من تلك القضايا: مشكلة الاخوان مع الدولة علاقة مصر بالتدخلات الغربية.. دستور جديد يرتكز على قيم واضحة لثورة يناير، لكن الفشل هنا كان فشلاً ذريعا فتعقدت هذه القضايا أكثر من السابق.

الاخوان من السجون إلى حكم مصر التدخلات الغربية وصلت إلى أدق التفاصيل لم تعد هنالك قيم واضحة ومحددة ليناير.

تشتت نخبة يناير وجماهيرها إلى تيارات متعاكسة ومواقف متصارعة على جزئيات تفصيلية وفرطت بالقضايا الرئيسية.

الدخول في الانتخابات الرئاسية دون حسم مثل تلك القضايا التي أشرنا إليها سابقاً كان هو أساس المشكلة التي أحدثت التشتت والخلافات الجزئية.

البعض من نخب يناير وجماهيرها اصطفت مع الاخوان تحت المبرر الثوري لمواجهة فلول النظام، والبعض الآخر مع رموز النظام السابق لمواجهة الاخوان، ايضاً تحت مبرر ثوري لمواجهة الفكر الظلامي للاخوان. والأقل منهم قدم نفسه على انه تيار ولديه مرشح رئاسي يمثله وكان هذا هو الموقف الأكثر مثالية وعدمية كذلك.

كان مرشح الاخوان المفضل للرئاسة هو خيرات الشاطر ولأنه استبعد نظراً لمشكلة قانونية، أصبح البديل هو مرسي ولو على مضض.

لعب مرسي الدور الثورجي كما يجب، وبالتالي فاز على شفيق بنسبة ضئيلة جداً الى حد التشكيك بالانتخابات نفسها.

عمل الاخوان والذين أعدوهم على عجل ليجلوهم كبديل للأنظمة السابقة على إيجاد التحالفات الثورية بين الأخوان ورجالات الدولة والجيش الذين كانوا مؤيدين ثورة يناير.

ومثل السيسي أبرز هذه الشخصيات وبالتالي تم تصعيده وزيرا للدفاع. أيضاً طبيعة شخصية السيسي الملتزمة دينياً.. اعتقدت الجماعة تعتقد بأن هو الأقرب إليهم ثورياً ونفسياً.

بعد أشهر قليلة من حكم الاخوان.. انكشفت الكثير من حقائق الاخوان التي كان البعض ينكرها أو يتجاهلها.

خسر كل من راهن على الاخوان، وصدق مزايداتهم وظهر الاخوان بخطاب عدائي ومستفز.

طبيعي جداً بأن تفشل الجماعة بإدارة الدولة لأنها لا تعرف كيف تعمل الدول، الجماعة عاشت محظورة وفي صراع دائم مع الدولة والجيش.

يتبع..