محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

نظرية المنفعة عند الإخوان 

Monday 08 July 2019 الساعة 04:18 pm

في البداية لابد من وضع تساؤل عام يدور حول توزيع الهجمات الإعلامية لحزب الإصلاح المتطرف وجناح الاخوان المسلمين في اليمن ضد دولة الإمارات حسب المنطقة أو المحافظة فمثلاً: لماذا سكت الاخوان عن الإمارات عندما كانت تحمي مأرب بباتريوهاتها ورجالها الذين اختلطت دمائهم برملة الصحراء المأربية دفاعاً عن المدينة وأهلها وعن الإخوان انفسهم الذين احتشدوا في مأرب؟؟

وتساؤل آخر يبحث عن إجابة منطقية مفاده: ماهي الدوافع التي جعلت من حزب الإصلاح يفتح ابواقه الإعلامية ضد الإمارات وهي تقوم بدورها وواجبها بحماية المناطق الجنوبية وتنميتها وتقديم المساعدات والخدمات المجانية؟؟
لماذا صمت الإخوان في مأرب وتبلبلة ابواقهم في الجنوب؟؟
لدى جماعة الإخوان المسلمين في اليمن نزعة تسلطية وتحكمية، لقد كانت تسعى نحو تفريخ الجنوب من كل القوى التي تتشكل وتحاول أن تحمل هموم القضية الجنوبية وتستمد هيمنتها وقوتها من عدة عوامل سياسية واقتصادية وأبرزها العسكرية.

ليس لحزب الإصلاح قاعدة شعبية في الجنوب لكن لديه قاعدة عسكرية ممثلة بالألوية والوحدات التابعة للجنرال علي محسن المتواجدة اليوم في سيؤون وحضرموت كقوات لم تتأثر أو تلتحم في معركة التحرير من الارهاب الحوثي عندما كانت عدن تستغيث من ينقذها قبل ان تتشكل المقاومة الجنوبية.

ينظر الإخوان إلى الجنوب كغنيمة يجب ان يأخذونها بالقوة العسكرية وبثوب الشرعية التي فقدت مشروعيتها، ولذلك عندما رأوا أن الجنوب يبني نفسه ويعزز مكانته ككيان لديه القدرة العسكرية والسياسية لإدارة الجنوب وبمساعدة من دولة الإمارات والتحالف العربي وعندما وجدوا أنفسهم خارج دائرة النفوذ والتسلط وفرض القرارات الإخوانية داخل عدن قرروا تحريك ادواتهم الإعلامية والعسكرية ومهاجمة الامارات والمجلس الانتقالي الجنوبي.
 
كانوا ينتفعون من الإمارات في مأرب ولم يقولوا ان الامارات تحتل مأرب لأنها هناك كانت تحميهم، وعندما سقطوا في الجنوب قالوا انها تحتل سقطرى والجنوب بشكل عام على الرغم أن علم الامارات كان يرفع ايضا في مأرب كما يرفع في الجنوب، وباتريوهاتها التي في مأرب هي نفس التي تحمي عدن.

يقوم الإخوان بأساليبهم الشيطانية في محورة القضايا واختزالها بما ستعود عليهم بالنفع وتجردها من العمومية ويلعبون ككل وليس كطرف، يستغلون الادوات التي تجعلهم في صورة الدولة كالجيش ويتحركون بقرارات الشرعية محاولين إضفاء ملامح المؤسسية عند تنفيذ برامجهم وفي الواقع هم جماعة خبيثة مدجنة بالخداع والخديعة، في سبيل المنفعة يحللون ويحرمون حسب العائد المادي. 
في تعز هذه المدينة التي لازالت حتى اليوم تعاني من عبث الإخوان وحصار الحوثي "الإخوة الارهابيين في اليمن"، كانت كتائب ابو العباس إحدى فصائل المقاومة هي التي سامت الحوثي اشد العذاب وحررت وسط المدينة وشاركت في الدفاع عن تعز وقدمت التضحيات الكبيرة، وعندما هدأت وسط المدينة من واندحار الحوثي وانتصار المقاومين بدأ الإخوان المسلمين في مضايقة الكتائب التابعة لأبو العباس وفصائل المقاومة الأخرى 
انتهجت الاغتيالات والاختطافات، والتفجيرات وزرع العبوات الناسفة، لأنها وبعد اندحار الحوثي تريد تعز غنيمة لها، وترى في المقاومة وكتائب ابو العباس خطراً يهددها ويهدد مشروعها الاخواني الارهابي الذي تشترك فيه مع جماعة الحوثي، ولذلك قامت بحملة عسكرية كبيرة وقامت بإحراق المدينة القديمة وبعض الحواري التي كان يسيطر عليها ابو العباس وكتائبه المقاومة، وخرجت الكتائب الى الكدحة حقناً لدماء المواطنين.

الحوثي لاتزال قناصته تختطف ارواح المدنيين في تعز والاخوان غارقين في الفساد الذي يرتدونه كثياب عاهرة، وبين الحين والآخر يختلقون المعارك الوهمية ضد الحوثي لا لشيء وانما ليستلموا ميزانية بالمليارات دون تحقيق شيء يذكر، ويستمر الحوثي في حصار تعز وقنص المواطنين.

تعز مدينة نفعية لدى الإخوان مثلها مثل مأرب ونفطها مثلها مثل الجنوب الذي يحاولون أن يعودوا إليه وهذا محال أن يعود الإرهاب الاخواني أو الحوثي إلى شوارع الجنوب. 
ماذا حقق الإخوان لليمنيين؟؟ لا شيء، هم يعتبرون الشعب وسيلة لجلب الاموال، يتاجرون بمعاناته ويتخذون منهم دروعاً تقيهم الاوجاع التي يعاني منها الشعب.

الاخوان قبل كل شيء وبعد كل شيء وبين كل شيء، يموت الشعب ويبقى الاخوان، تسقط الدولة وتبقى شرعية الإخوان، تعود الملكية وتبقى جمهورية الإخوان، تدمر بيوت الناس وتبنى بيوت الاخوان والحوثي، هذه نظرية المنفعة التي ينتهجها الاخوان المسلمين الجماعة الارهابية المرادفة لجماعة الحوثي في اليمن.