عبدالحليم صبر

عبدالحليم صبر

تابعنى على

لعبة التفاهمات بين عصابة الفأر وسلطة القط

Wednesday 10 July 2019 الساعة 07:21 pm

حملة أمنية لم تشارك فيها (القوات الخاصة)، تعتبر لعبة غائمة ضمن صراع النفوذ الذي يقوده جناح القبيلة بقيادة آل سرحان وجناح الحزب الذي يقوده المقر، وهو صراع من أجل المصالح داخل كيان الإخوان المسلمين، يحدث من بين مرحلة وأخرى.. لآن القوات الخاصة، تعتبر من المؤسسات المجردة من الأيديولوجيات الحزبية والعقائدية ولا تخضع لقرارات المقر الهضبوي.

أتذكر قصة حصلت في عهد الدكتور أمين محمود بعد مقتل "حنا لحو" عندما اتفقوا جميعاً على إخراج حملة أمنية لمطاردة المطلوبين أمنياً في المربعات الشرقية، على أن تكون الحملة مكونة من الوحدات الأمنية والشرطة العسكرية فقط. وفي صباح اليوم التالي في تمام 4 فجراً، عند تجهيز الحملة، تفاجأ قائد القوات الخاصة بأن اللواء 22 سيتقدم الحملة بـ 15 طقما عسكريا، حينها تعذر جميل عن المشاركة بالحملة وسحب جميع قواته، معتبراً ذلك الأمر تصفية حسابات وليست حملة أمنية.

أعادت لذاكرتي هذه القصة لعبة التفاهمات التي تقود المشهد الأمني، بين عصابة الفئران وسلطة القطط، وهو أمر أكده "الاكحلي" المسمى مدير الأمن في تصريحه سابقاً على قناة يمن شباب عندما سأله المذيع عن المتهم غزوان.. حين رد على هذا السؤال "غزوان يقطن في مناطق متاخمة للحوثين... الخ". كما عزز هذا الأمر بالوساطة التي قادها وكيل المحافظة "عبدالقوي المخلافي" بين العصابة ووكيل جهاز الأمن القومي يوم الأحد 7يوليو 2019م.

تتطور هذه اللعبة بحسب الحاجة؛ وهي حاجة استمرار غزوان وغدر وبكر سرحان ضمن كيان الإخوان المسلمين كـأدوات لتصفية الخصوم، كما حدث مسبقاً في المدينة القديم، وتنكمش بحسب الرغبة؛ وهي رغبة البعض في رفع الغطاء عن غزوان فقط والتخلص منه، كـ ورقة انتهت وبات من الضروري تشذيب الأجنحة، تجنباً لوقوع أي تصادم بين الجناح الديني والجناح القبلي.

كان لا بد أن يدار هذه الصراع الإخواني الخفي تحت عباءة الدولة، حتى لا تقع عليهم مسؤولية الدماء التي سترافق تحركهم المسلح، والتخلي عما سيحدث، فتجد المطابخ الإعلامية التي ضجت العالم بالأمس على أن غزوان وبكر وغدر الشرعبي هم رجال الجيش عندما اقتحموا المدينة القديم، هي نفس المطابخ التي تحاول إقناعنا اليوم أن الحملة الأمنية هي من أجل تعزيز سلطات الدولة. وإذا طرحت تساؤلاً أين كانت الدولة عندما قتل صاحب الموز واللوز والمقوت وصاحب الباص وصاحب البقالة؟ ستجد جميع العبيد يحرضون عليك، بتمهة التحالف مع الإمارات.. هكذا تجدهم تربوا في زوايا المقرات والمساجد.

وأخيراً أحب أقول لمغول العصر إنّ الدولة مش منصور الاكحلي، وإلا الأخذ بالثأر(لـ س او ص). الدولة يا سادة؛ هي الضامن الوحيد للعيش بسلام وحرية وعدالة وفق مبادئ الإنسانية لكل أفراد المجتمع، ولو أدرك أولئك لهذا المفهوم ــ أي مفهوم الدولةــ لكن منصور الأكحلي إنسان، ولكن الوكيل في البقع.