أمين الوائلي

أمين الوائلي

تابعنى على

عن الشهداء الذين يتآمرون لانتزاع عرش تهامة!

Tuesday 30 July 2019 الساعة 07:26 am

* المقاومات المحلية (الطوعية لا المؤطرة عسكريا) جهد شعبي ذاتي معني بنفسه غير منخرط ولا مقيد بالخط الرسمي والخطط والاتفاقيات الرسمية. هذا يعني أن تنشط في سائر الأحوال بالدافعية ذاتها كصاحبة حق بالأصالة وكمصدر إزعاج واستنزاف فتساعد الرسمي في فرض شروطه. وإلا لم تعد مقاومات شعبية. وصارت جزءا من خط وخطة ومخطط يستظهر حبا في المقاوم ويستبطن حربا!

* لماذا يغيب فعل المقاومة الشعبية والمحلية وممثلوها ميدانيا ويكثر الممثلون والتمثيل؟!

من ينكر حق وأحقية المقاومين دون حقهم وحقلهم؟

ومن سينكر أيضا أن تمثيل المقاومة شيء، وأن التمثيل شيء آخر؟!

* ميدان وساح الفعل المقاوم (شعبيا ومحليا) مباح ومتاح. والناس، كل الناس، سيكونون  معه ومن خلفه. لكن أين هو أو هم؟ من قال لمقاوم لا تقاوم؟ ومن حال بين مقاومة محلية وميدانها، تهامة وساحلا؟ 

* الثوار الجنوبيون في جبهات 26 سبتمبر والشماليون في جبهات 14 أكتوبر، تشاركوا الهم والغاية بمقاييس الوطنية المتجردة وصار ذلك مضرب مثل ومحط تمجيد وتخليد.

* بالقياس إلى حالة راهنة، فإن الإمامة، التي أطاحها السبتمبريون -من شطري اليمن- و سبتمبر العظيم، تتمظهر بعد ستة عقود في إحدى تجلياتها الارتدادية على نحو انهزامي مرير (جماعيا وتاريخيا). ولا حيلة لصنعاء الجمهورية، حتى يحين وعد الجمهوريين لتخليص عاصمة الجمهورية وتخليص أنفسهم من سبة التاريخ والزمان.

* وما اشبه الليلة بالبارحة، وتهامة وصنعاء بعدن وصنعاء الستينيات. فهل الوطنية هناك ليست هي نفسها (حكما وفاعلية) هنا والآن؟ وما الذي يجعل التشارك الجماعي في الهم والغاية أقل منه أو غيره بالأمس وفي الستينيات؟ 

لا شيء. وما عدا ذلك فإن الأغراض والأمراض المقترنة بحسابات التموضعات الجهوية وفرز الخنادق بمسطرة القرويات الصغيرة، ليست إلا بطالة موهمة بجعجعة الأبطال.

* وعلى المنوال أيضاً، ليت أن اليمن بأكملها تحتشد، لتقديم قرابين الاعتذار التاريخي والوطني لتهامة، في ثرى تهامة. دون أن يعني ذلك شيئا مما يوهم الانتقاص من حق أو أحقية أبنائها في شيء. كما أنه لا حجة ماثلة أو حاجة مماثلة للتطير بالجهوية والقروية. كما لا معنى -الآن- لجعجعة آلات الحصاد التي تستبق على المحصول في حقل لما يزل محشوا بالألغام!

* عدن (الجنوبية) التي تحتضن وجوه ووجهاء من تهامة ومن صنعاء، أرسلت فلذاتها وأبين وشبوة والضالع ولحج وحضرموت، للقتال مع التهاميين في الساحل الغربي وتهامة والحديدة، كما فعلت مع الضالع والبيضاء. 

*وكذلك صنعاء، النازحة من صنعاء، (وأخواتها أيضا)، تَشارك فلذاتها والجنوبيين مع التهاميين، وامتزجت الدماء بالدماء. ومقابر فسيحة في أنحاء من تهامة والساحل وحتى الحديدة، تضم أجداثا لمقاتلين من كل محافظات ومناطق اليمن آوو بمزقهم وأشلائهم إلى مرقد أخير في الأرض التي لم تكن تعني لهم أقل من بلادهم ومحافظاتهم البتة.

* التهاميون ليسوا أقل من هؤلاء ولا غيرهم أو دونهم أو سواهم. لكل حقله وبيته ونخلته ومرقده الأخير. لكن يجمعهم جميعا الهم وغاية استعادة الحقول والبيوت وحقهم في مرقد أخير إلى الجوار من الدار وليس بعيدا عنها في الحياة وفي الممات.

* اصطناع معارك أو عراك جانبي من أي نوع وتحت أي حجة أو أحجية لا يستقيم والفهم السليم، وكل الادعاءات والعنتريات خارج النص والسياق، تَبَطُّل في غير بطولة. طالما لم يصح حتى الآن، مثلا، أن احدا منع أحدا من حقه وواجبه في مقاومة الحوثيين بالطريقة التي يراها كصاحب حق لا ينازعه ولم ينازعه عليه أحد.

* وليس مما يدعو للتباهي، على سبيل المثال، أن يسلم الحوثيون، من مقاومين بالوجاهة والتمثيل، وعندما يقرر هؤلاء التحرك أو التحدث يختطون لأنفسهم معركة جانبية مع الطواحين ليس إلا..

* مرة أخرى، لا أعرف ما إذا كان مئات الشهداء الذين سكبوا دمائهم وأوقدوا ارواحهم في ثرى تهامة، يفكرون الآن (مثلا) بالتحايل لحكم تهامة ومنازعة أهلها عرشا في الهواء؟!