د. فاروق ثابت

د. فاروق ثابت

مصر واليمن.. مصير واحد

Sunday 22 September 2019 الساعة 07:36 pm

أثبت التاريخ أن مصير اليمن دوماً مرتبط بمصر، وأن كل الأحداث أو التغيرات التي تحصل في مصر تتبعها اليمن فوراً..

أتذكر لحظة تنحي الرئيس مبارك عن كرسي الحكم بمصر بعد احتجاجات 2011، أصابتني غصة للتو وذرفت الدمع بعدها، كان بجانبي أحد الزملاء قال: مالك؟
قلت له: "اليمن قارح".
قال: حلو، التغيير خلاص. يكفي صالح.

رددت عليه والله كأنها اللحظة، وما زال هو يذكرني: ما فيش تغيير.. الحوثي سيلتهم البلد. وستقضم اليمن الإمامة بصورة أنكى..

مرت الأيام بسرعة وإذا بالحوثي يعود من جديد ويسيطر شيئا فشيئا بداية بعمران.

كان الكل مبتهجا، ربما كنت انا الوحيد الحزين والمنكسر في مجلس مقيل في رمضان يضم عددا من الدكاترة والطلاب والدبوماسيين هنا في ماليزيا بعد سحق الحوثيين للواء 310 وقتل القشيبي.

قلت لهم، لا تبتهجوا.. أنتم أمام جماعة سلالية لن تقتنع الا وكرسي اليمن بيدها والشعب لها عبيد.. وانتظروا شهرين فقط، لكن السلالة لم تكمل الشهر حتى أسقطت صنعاء، وكل اليمن في يوم 21 سبتمبر المشؤوم.

في الماضي قوة مصر كان لها السبب الكبير في دحر الامامة، وفي الحاضر أحداث مصر في 2011 انتقلت إلى اليمن، حتى الحراك الثقافي والعلمي والأدبي في مصر تأثرت به اليمن إلى حد كبير، لذلك فأي استقرار في مصر بالتأكيد يكون مردوده في اليمن.

اليوم كل الحركات الثورية والمعارضة للامامة وكثير من النخب وقادة الاحزاب والاعلاميين والصحفيين والمثقفين ورجال الاعمال ووزراء وقيادات في الشرعية ودبلوماسيين سابقين كلهم يقطنون في القاهرة، وكثير منهم يتخذ القاهرة منطلقا لنشاطه السياسي في معارضة ومجابهة المليشيا.. وما اشبه الليلة بالبارحة.

الدم اليمني اختلط بالدم المصري في محاربة الامامة، واستشهد عشرات الالاف من المصريين في سبيل رفع راية الجمهورية، لذلك لا فرق بين المصريين واليمنيين سوى ان المصريين اكثر حبا واخلاصا لبلدهم عن اليمنيين الذين تفتت معظم نخبهم إلى ولاءات مفصلة حسب دعم الممول للاسف..

لا يبتهج اليوم بالاساءة لمصر والمصريين او ضرب استقرارها وامنها الا من كان ليس لديه نخوة او عروبة.

لا يبتهج بالاساءة لمصر الا من كان عديم كرامة ووفاء لتلك الامة التي غيرت مجرى التاريخ اليمني..

دعوا المصريين وشأنهم، فأهل مصر اخبر ببلادهم، وهم اصحاب عقول ووعي مستنير وليسوا همجا او رعاعا لينجروا إلى الهاوية كما فعل بنا همج اليمن الذين قذفوا بنا واياهم إلى مستنقع الدم والموت الذي لم نجد سبيلا للنجاة منه حتى اللحظة..

كل الخير والحب والسلام لمصر الحبيبة، ونتمنى لها مزيدا من التقدم والامن والاستقرار والازدهار.