مصعب الاعذل المرادي

مصعب الاعذل المرادي

تابعنى على

مؤتمر مأرب.. بين سهام التكالب وسفسطائية التجاذب

Thursday 10 October 2019 الساعة 09:59 am

ما بین البحث والحفاظ علی مصلحة الذات، ودوافع الحقد والحرص علی إذکاء نار الاختلاف وکینونات الفرقة والشتات، يستميت البعض من الفضوليين في محاولة استحضار واستجرار دواعي النزاع والتشرذم بين من لا يعني لهم نشوة انتصاره أو وحدة قراره من الأمر شيئاً، بالقدر الذي يعني لهم النقيض من ذلك الكثير والكثير من المصالح المذمومة المتكئة على قاعدة (مصائب قوم عند قوم فوائد) وهو ما يحرصون على تجسيده، ويتماهون في ترجمته حينما يصرّون بلا رادع من حياء أو انسانية أو ضمير على تقديم انفسهم كمتطوعين ووكلاء لتوزيع صكوك الولاء والوطنية، والتكفل بالدفاع أو الاشادة بطرف نكاية بالآخر، في تدخل سافر وتطفل فاجر، يكشف في مضمونه عن حالة عِداء واستفزاز للمؤتمر كتنظيم يؤمنون بوجوب زواله كإيماننا بحتمية بقائه، وكفرنا بنظرية وقاعدة الانتهاز وحب الذات والنرجسية القائلة (من ليس معنا فهو عدونا).

في أحسن أحواله، ومنتهى إيجابية وضعه وواقعه، هو ليس بخير بتاتاً كما هو الحال بالنسبة للمؤتمر الشعبي ككل، لكنه ليس بخير مرّتين، وأنّى له ان يكون كذلك طالما وهو الاوحد ربما الذي شاءت الأقدار ان يتقوقع ويتموضع كقيادة وفكر وفرع ومقرات (في ظلال المنطقة الرمادية التي بُترت على مشارفها عبثية يد العصابة، واحكمت عليها القبضة يد التسلط وتشديد الحصار والرقابة، وإجادة الحديث لمصلحة سلطة الواقع بلسان فرضية الإنابة)، خياران لا ثالث لهما، تجبرك بشاعة الأول على الرضوخ للثاني من باب القبول بالسيء خشيةً من الأسوأ..

حقيقة مُرّة كهذه، تدفعنا للقول بصراحة الحقيقة بما فحواه "إن واقعا دغماويا كهذا الذي نعيشه، يصدق فيه تنبؤ من يقول إن المصائب حين تأتي لا تأتي فرادى، فعلى الرغم من التاكيد أن معضلة رمزية الجغرافيا الآنف ذكرها، كفيلة بالنيل من صلابة واحدية الجسد، وتنفيذ رغبة الخصم الالد، الا انها كما يبدو لم ولن تكون لوحدها المعنية بتنفيذ المهمة، فعلى الصعيد ذاته تتضامن معها حد التمالؤ سياسات التعيين المضادة المتدثرة برداء الحرص على مصلحة المحيط بعد ان نجحت في إقناع (من اُستدرجوا لشباكها) بالتمترس في خنادق الممانعة الممجوجة التي تضر ولا تنفع، وتفرّق ولا تجمع.

مبدئياً، ليس هناك ثمة خلاف حول حقيقة مُطلق الحرية لكل قيادي وعضو مؤتمري للتعبير عن رأيه الشخصي بصفته الشخصية والتنظيمية كما هي لا غير، وبما يعتقد ان من شأنه خدمة الوطن ككل وخدمة المؤتمر كجزء من الكل في حدود ادبيات واهداف وقيود وضوابط الميثاق الوطني، لكنه ليس من العقل والمنطق في شيء الاصرار على ممارسة دور القيادة وتمثيل القواعد بزعم الحرص على خدمة المؤتمر الشعبي والوفاء لزعيمه وامينه العام في الوقت الذي نمتهن فيه المغالطة والتزوير والمكابرة وعدم الانصياع لقرارات وتوصيات مؤسس الحزب وامينه العام ولجنته الدائمة، فمن يتمسك بالتنظيم ويعتنقه كفكر وقناعة ومبدأ في العسر واليسر، لن يتضعضع أو يتململ عن تنفيذ اي قرار أو توصية تصدر من الهرم الاعلى لهذا الحزب ولو كانت مصلحة ذاته وشخصه هي المستهدفة بالطبع من هكذا قرار أو توصية.

ختاماً.. أعتقد وأجزم أنه يظل من العقلانية بمكان انسياق صوابية ضمير الانتماء الجمعي للبحث عن ردم الهوّة، والعمل على ترميم الشروخ الفاغرة في جدار البيت التنظيمي الواحد، بمنأى عن التمسك بسياسة التجاذبات والاختلافات التي لا تخدم إلا من يتمنون لنا ولكم الويل والثبور وعظائم الأمور، وعملاً بحديث "لا يجمع الله بين عسرين"، ينبغي علينا إدراك حساسية المرحلة، والتورع عن امتهان وإدمان خلخلة الصف، وزرع الأشواك والعوائق في دروب كدروبنا التي لم يعد ينقصها ما نحاول بغباء أو تغابٍ تقديمه من أشواك وألغام لن يطأها غيرنا نحن، ونحن فقط..
والله من وراء القصد...