محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

حوار جدة بين الانتقالي والشرعية... أين البقية؟!

Sunday 13 October 2019 الساعة 09:26 am

 

"أن تأتي متأخراً خيرٌ من أن لا تأتي"، أخيراً جاءت الشرعية رغم أنفها، بفعل الضغط الكبير الذي مورس عليها من الرياض بناءً على نتائج الميدان في الجنوب الذي تحول لصالح المجلس الانتقالي عقب أحداث أغسطس الماضي.

تتم هذه اللحظات أو ربما أنه تم الانتهاء من الإنتاج النهائي لحوار جدة، وبقي فقط اللمسات الأخيرة المتعلقة بخروجه إلى المشاهدين بصيغته النهائية والتي ربما تم التوافق عليها بين كل من الرياض وأبوظبي، والمجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية.

هذا ما كان الجميع يريده من البداية، أن تكون المكونات الوطنية التي تقف في وجه ميليشيات إيران وتقاتلها شريكة في الشرعية وقراراتها والحكومة وسياساتها، شراكة حقيقية بعيداً عن الاستحواذ والانفراد بالقرار وتسييره حسب مصالح جماعة الإخوان التي اختطفت كل قرارات الشرعية وقامت بتهميش ومحاربة بقية المكونات والأطراف السياسية.

ومن الجيد أن حوار جده ثبّت القضية الجنوبية وأعادها إلى مكانها الصحيح، وتم إخضاع الشرعية إلى الانصياع لصوت الجنوب وتضحيات الجنوبيين التي بذلوها في سبيل تحرير الجنوب والآن في تحرير الشمال، وأصبح حوار جدة بين المكونات الجنوبية والشرعية، وبما يسهم في إصلاح الشرعية وتجريدها من الفساد الذي علق بها.

يمكن اعتبار هذا الحوار بمثابة الإصلاح الجزئي للشرعية الرخوة، لكن ماذا عن بقية المكونات الأخرى التي يجب أن تكون جزءاً رئيساً من الشرعية إلى جانب المجلس الانتقالي الجنوبي، لتحقيق الإصلاح الكلي للشرعية بما يسهم في تحرير الشمال وبناء دولة جديدة قائمة على الاعتراف بالآخر؟

عدم إشراك القوى الوطنية المناهضة للإرهاب الحوثي في حوار جدة، مثل المؤتمر الشعبي العام، يفتح أبواباً كثيرة من الشكوك والتساؤلات، وأن تحرير الشمال ليس أولوية مطلقة للوصول إلى نهاية الحرب، لأن الشمال لن يكون في مأمن سياسي أو عسكري إذا لم يكن حزب المؤتمر هو الذي يتقدم الصفوف، لما يمتلكه من حاضنة شعبية ومن مقومات سياسية وخبرات متراكمة.

غياب حزب المؤتمر عن حوار جدة، وكذلك غياب القوات المشتركة في الساحل الغربي وخاصة "حُراس الجمهورية" عن الترتيبات التي ستنتج عن هذا الحوار يؤكد بضرورة حوار آخر يُفتح بين هذه المكونات والشرعية ليتم استيعابها، وإنجاز الإصلاح الكلي لمنظومة الشرعية التي أعاقت تحرير البلاد وساهمت في تفاقم الوضع الإنساني، بسبب فسادها وتوجهات جماعة الإخوان المسيطرة عليها، وكذلك تحقيق الهدف العام الذي بسببه جاء التحالف العربي وهو إسقاط ميليشيات الحوثي، اليد الإيرانية التي تذبح اليمنيين ومستقبلهم.