عبدالحليم صبر

عبدالحليم صبر

تابعنى على

يعيش "سالم" وتسقط الحجرية

Tuesday 22 October 2019 الساعة 10:52 am

التربة مجدداً.. مليشيات الحشد الشعبي تعاود ضرب مواقع عسكرية تابعة للواء 35 مدرع في الشمايتين جبل صبران، هذه الأثناء، في محاولة بائسة لإحياء مشكلة التربة بعد أن كان قد "قرع ابليس" باثنين شهداء قتلا غدراً وخيانة ببندقية سالم الذي يرعى هذه المليشيات.

تفجير وضع الحجرية بات مسألة وقت، وهو الوقت الذي يفكر فيه الإخوان أنه المناسب للانتصار فقط، مع مراعاة الجانب المجتمعي في المنطقة، الذي بات يرعبهم أكثر من البندقية، معتبرين أي قوة أخرى أنها ستندحر أمامهم، وهذه القراءة انتحارية بالنسبة للمرحلة التي منحت كل بيت بندقيتين وقنبلة.

يكتب تنظيم الإخوان سقوطه بعناية فائقة، فتجده في التربة يحرض أبناء شرجب ضد أبناء المقاطرة ويطالبهم الرحيل من جبل صبران الذي يعتبر موقعاً عسكرياً باللواء 35 مدرع، ويدفع بأبناء شرعب لقتال أبناء الحجرية، ويمول أبناء الزريقة بالسلاح لاقتحام الأصابح، ويغذي العزاعز وبني شيبة والمقارمة لضرب بيحان.. كل هذا، فقط حصل خلال هذا الشهر، ومستعد للتضحية بكل شيخ وقاضٍ ومعلم ودكتور داخل الحجرية، المهم يعيش سالم.

الإصلاح لا يمكن أن يترك الشمايتين عسكرياً تحت قيادة اللواء 35 مدرع، مهما خسر من عبيده المستجدين ــ في المعركة لا سمح الله ــ أو من فلوس يبذلها لهذه المعركة، فالشمايتين في أي حسابات قادمة تعتبر امتداداً للساحل القوي المتين، لا سيما حوار يجد يضمن للساحل البقاء بعيداً عن اي تشتيت للقوة العسكرية الموجودة هناك.

السعودية ومن قبلها أمريكا ومن بعدها الإمارات ليسوا أغبياء للحد الذي يقود الإخوان أنفسهم للإفلاس، فالتحفظ على قوات الساحل وجعلهم أقوياء أمر ينبغي علينا معرفته بعد أن ندرك حجم وفساد القوة التي تتشكل في مأرب تحت مظلة الشرعية.

يحاول العميد الحمادي بكل لغة العقلانية تجنيب المنطقة الاقتتال، مستخدماً الحكمة والصبر والوعي في التخاطب مع هؤلاء، غير أن سماسرة وتجار الحرب مصرون على تفجير الأوضاع، معتبرين هذه الحكمة والصبر ضعفاً، وهو الأمر الذي يجهله الإصلاح وبغباء.

يشتغل الإصلاح في هذه المناطق بعناصر سخيفة وضعيفة أمام أي مبلغ أو أي منصب وظيفي صغير، فمنذ ما يقارب سنة ونيف والإصلاح يوعد علي الأجعر المحسوب على الحزب الاشتراكي بشغل منصب (مدير عام الشمايتين) بدلاً عن عبدالعزيز الشيباني، وبعد أن بات هذا المنصب غير مجدٍ لـ علي الأجعر نظراً لأهمية الشمايتين بالنسبة لأولوياتهم، عاودوا معه الحديث عن وكيل المحافظة لشؤون الحجرية بدلاً عن الاستاذ النبيل محمد عبدالعزيز الذي تربص به المرض مجدداً، ليصبح علي الاجعر مجرد لعبة بلايستيشن بيد سالم الذي يوهمه باستمرارية في منصب إداري في تعز.

ليس وحده علي الأجعر الذي فوضه سالم كعضو لجنة صلح في التربة، وإنما أيضا عبدالحكيم عون الكائن اللزج هو الآخر أصبح مطية للإصلاح في كل حقارتهم وحماقتهم المرتكبة بحق تعز، مع أن الأول (علي الأجعر) كان في قضية شفيع وناظم وفشل فيها بل وتركها مفتوحة للزمن، وفي قضية أيوب الصالحي وأكرم حميد تغافل وصمت عنهم مع طرح وعوده المتكررة، وعُين مستشاراً للمحافظ وذهب يشقي مع سالم.. حتى أصبح آخر توقيع له حول اتفاق الحجرية يطالب اللواء 35 مدرع بالخروج من التربة.. فما زال يكررها؛ حتى قلنا: ليته سكت.