وقاص المقطري

وقاص المقطري

تابعنى على

تعز.. مجرمون يغتصبون الطفولة وسلطة تغتصب الحقيقة

Tuesday 22 October 2019 الساعة 08:16 pm

الآن وقد حصحص الحق وكشفت السلطة في تعز، تحمي الأفعال الشنيعة ببشاعة وتمارس "إرهاب الدولة" ضد الضحايا وأسرهم.

الآن ودائما يجب ألا نصدق أبواقا إعلامية أقسم التراب أن حماراً تقيأهم وحين عجزوا عن أن يكونوا أي شيء آخر صاروا مروجي قبح السلطات الفاسدة.

الآن صدقت مخاوفنا وبات الأمر خطرا أكثر من أي وقت مضى، الآن "سلطة" خنقت أنفاس تعز مذ وصلت إليها مدججة بالنوايا السيئة في غفلة من الناس والزمن.

طفل تنتهك براءته ويعتدى عليه جنسيا، و"أم" مكسورة تبكي نيابة عن أمهات العالم، وسُلطة تقول للحق لا وللعدل ألف لا، وجبال تحيط المدينة بالصلابة والكهنوت تود التخلي عن أماكنها وتجر "سالم" والذين معه من آذانهم إلى دور العدالة.

تتناسل الجريمة في المدينة أكثر من تناسل قطط الشوارع، ومدير أمن المحافظة منصور الأكحلي يظهر في "تلفازات الجماعة" بهيئة كارثة متجهة جنوباً صوب الحجرية تحديدا، فثمة عقيد هناك لا يظلم عنده أحد ولا بد أن يقال من نجاحه.

يتجه الأكحلي جنوبا لا ليهيمن كما يُشاع للعامة، بل لإحباط أي نموذج ناجح، وفرض العبث كنتيجة وحيدة رداً على مطالبة المحافظة بواقع سياسي واجتماعي بعيد من هيمنة مراكز القوى القديمة.

ما زال بكاء الأم الحزينة طريا بقلة حيلتها يدب في القلوب ويتسلل من المنابر للأنفس ولا بد من تجفيفه حتى لو كلف الأمر اغتصاب الضحية مرة أخرى.

حدث الأمر بهذه الصفاقة: ثاني رجل أمن في المحافظة يختطف الضحية ويجبره على نفي وقوع الجريمة أمام كاميرات تلفازات الجماعة ليقوم فريق آخر بفبركة محادثة لفقوها بالأم الكسيرة والناشط أكرم الشوافي لخداع الناس وتعطيل العدالة.

الصورة أكثر قتامة في أعين الذين ظُلموا، ولكن ثمة من يحترق ليبدد عتمة الآخرين، العزيز أكرم الشوافي وزملاء دربه صوت المعذبين وسكينة أبنية توجعها نوافذها المطلة على طفولة تغتصب وحقوق تختفي في دهاليز المكاتب والمحاضر.

الآن يصبح همس المعذبين أعلى من أبواق السُلطة، أولئك الذين يضاجع الشيطان كلامهم قبل بثه بأوساط مجتمع حزين- هتكوا عفته ومرحوا بأنينه.

الآن لمن تعذبه البلاد أن يسأل آلة الجريمة المنظمة وكتائب الشر- أين كانوا حين وزع الله الضمائر على البشر؟ ومن سيقنع الأطفال أن هذا التراب الذي أحالوه إلى لعنة يُدعى وطنا.