عبدالوهاب قطران

عبدالوهاب قطران

"لصوص الله".. الحرب نهب!!

Friday 11 March 2022 الساعة 04:00 pm

اتصلت بمختص الغاز بالحارة، وقلت له: أين النص الدبة الغاز أبو 6000 آلاف، التى بتصرفها لنا كل شهر ونص، لا يوجد ببيتنا حتى ربع أسطوانة غاز لطهي طعامنا منذ ثمانية أيام نشتري زبادي وخبز حاف.

رد: تستاهلوا اخرج حطب أنت والعيال حقك لوما تتأدبوا!!

عندها فهمت أن احتكار الغاز ومنع بيعه بالمحطات بالسعر الرسمي، والتقتير على الناس ببيع نصف دبة غاز ب6000 آلاف ريال كل شهرين لكل أسرة عبر عقال الحارات، وبيع فائض حصص الغاز بالسوق البيضاء ب23 ألفا للأسطوانة، المغزى منه تأديبنا ونهبنا وسرقتنا وابتزازنا، وإلهائنا واستنزاف طاقتنا وتفكيرنا بهموم تافهة وهي العلف اليومي، دبة الغاز والبترول وفواتير الكهرباء والماء وكل السلع الأساسية الضرورية التى، يحتكر استيرادها ويتاجر ويضارب بها بارونات الحرب الأثرياء بأسواقهم البيضاء، ويبيعونها بأسعار خيالية فلكية لا يستطيع شراءها السواد الأعظم من الشعب.

والمبرر مقولب ومعلب جاهز، "نحن في حرب وحصار وعدوان، اصبروا وصابروا واصمدوا وتحملوا، كتب الله أجركم يا شعبنا العظيم الصامد".

*  *   *

السعر الرسمي (للبترول) من يوم (الجمعة) الدبة ب16000 ألفا، ربما أن السبب هذه المرة هو العدوان الروسي على أوكرانيا.

يا سبحان من سخر لكم العدوان، ليمكنكم من إذلال الشعب وتجويعه وسلخه.

كنا زمااااان بعهد نظام "المرحوم عفاش"، يرفع جرعة مأتي ريال بالدبة كل ثلاث أربع سنوات، ويرفع معها المرتبات والأجور ويداري الشعب ويخطب ويتوسل ويشرح مسببات الجرعة، ومع ذلك كان الشعب يستشيط غضبا ويخرج بعفوية للشوارع يحتج ويشعل الأرض بالنار ويحرق الإطارات، ويكسر المحال التجارية ويحرق المحطات.

ولأن الحاكم كان يهاب الشعب ويستمد سلطته وشرعيته من الشعب، كان يتراجع ويخفف الجرعة إلى النص.

أما بعهد "أبناء السماء، أعلام الهدى" فكل شهر أزمة وكل أسبوع جرعة، وكل جرعة زيادة بالسعر خمسة أو ستة آلاف ريال، ودبة الغاز كل شهر جرعة، وتم تحويلها عبر العقال للابتزاز وإذلال الشعب، وجنبها ظروف فارغة للتبرع ل"الولي"!!

والمرتبات سرقت وتمت مصادرتها ونهبها وإجبار مستحقيها على العمل، سخرة وبالمجان، يعملون كعبيد وأقنان بدون أجر، بدون مقابل سوى الخوف من أن يفصلهم "السيد" الإقطاعي مالك الأرض والدولة والبلاد والعباد..!

ومن أبوه يتكلم أو يرفع رأسه، سيسحقه وسيتهمه بالعمالة والخيانة ومساندة "العدوان الأمريكي الصهيوني" وتلقي الأموال لتقويض الجبهة الداخلية!!!

سلطهم الله على هذا الشعب يجرعوه الويلات ويذلوه ويفرضوا عليه الجبايات والإتاوات والجزية، وادفع وأذنك مغرفة..

ضربت علينا الذلة والمسكنة، ورضينا لأنفسنا بحياة البؤس والفقر والفاقة والتعاسة والحرمان لأننا نخاف من غضب اللصوص وسلمنا لهم رقابنا..!

*   *   *

‏خدعوك فقالوا "سوق سوداء"، سود الله وجيههم، أين السواد والبيع تحت ضوء الشمس، جهارا نهارا؟

إنها "سوق بيضاء" لتبييض استغلالهم وجشعهم المتوحش، واستفزاز وقح للشعب.

اطمأنوا وبلغت بهم الغطرسة والغرور حد أن ظنوا أن الشعب مات، ومحال أن يفكر بتكرار الخروج للشارع، فخرجوا وملأوا الشوارع بقناني وإسطوانات الغاز المشفوطة، التى خرجت من المحطات إلى الشوارع للاحتجاج تحت الشمس بدلا عن الشعب المسحوق المفقر المنهوب المضلل.

إذا تكبد الفلاح المفقر وعثاء السفر إلى الجوف ومأرب لشراء ديزل لإنقاذ مزرعته من الهلاك، تقطع له النهابة "لصوص الله" ونهبوا عليه الديزل وشفطوه وعملوا له محضر "ضبط وشفط"!!

وصادروا عليه الديزل بقوة السلاح..

ليحتكروا وحدهم لا سواهم تجارة الوقود والغاز بأسواقهم البيضاء بالشوارع والجولات.

لماذا لا يشفطون البترول والغاز الذي يباع بأسعار فلكية بشوارع وجولات صنعاء؟!!

*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك