جلال محمد

جلال محمد

رسالتان بعد شهر من الهدنة

Thursday 05 May 2022 الساعة 05:30 pm

شهر وأكثر من الهدنة المعلنة في 2 أبريل، لا أحد مستفيد منها كما الحوثي، تم إنقاذه من نقمة شعبية بدأت تدب وتقض مضجعه، ولم يفزعه شيء كما فعل الغليان الشعبي والعبارات القليلة التي كتبت على بعض الجدران هنا وهناك، فبادر موافقاً على الهدنة لكي يحصل على النفط والغاز لتخزينه أما الشعب فالكشوفات ما زالت موجودة وما زال كفاح المواطن من أجل أسطوانة غاز متواصلا دون انقطاع، فالحوثي يحكم بالأزمات المتعددة والمتنوعة والمتلاحقة، ويستغل كل حُسن نية لصالحه كما يجري منذ بداية الهدنة المهزوزة.

منذ شهر وطيلة شهر رمضان لم تتوقف آلة الحوثي الدعائية ومثقفوه الذين لم يتركوا مجلسا أو أي تجمع يزيد عن 7 أشخاص إلا وجاءوا يحدثونهم بالتمكين وأن الحرب الفعلية قادمة وصواريخهم ستضرب البحر وأن إسرائيل مهزوزة والتحالف منكسر وكل القوى المعادية للحوثي باتت تخطب وده، هكذا يكذب الحوثي ويسوق لأتباعه الوهم ورفع المعنويات بغية الحشد والمضي قدماً في مشروعه الدموي الذي لا يفهم سوى الدمار والموت.

وبرغم أن الهدنة جرى اختراقها ألف مرة ومرة من الحوثيين، وما زالوا رافضين أن يفتحوا الطرقات ويرفعوا حصارهم عن المدن وعلى رأسها تعز، إلا أن المجلس القيادي والحكومة تتعامل بنفس طويل ومحاولات حثيثة لإثبات رغبتها في السلام، وتنديدها بما تفتعله الجماعة الحوثية المارقة من أفعال تصب في خانة تأجيج الصراع ورفض السلام، ولعل ذلك ما جعل الحوثي يمضي في غروره واستعلائه، بغض النظر عن حالة الارتباك الظاهرة جراء وحدة الصف اليمني ضد الجماعة، فالحوثي يدرك أن لا معنى لتلك الاصطفافات الإعلامية أو السياسية ما لم يرافقها فعل عسكري حاسم.

وهنا لا بد من وضع رسالتين، الأولى لمجلس القيادة برئاسة اللواء رشاد العليمي بأن لا يركن لإمكانية تحقيق السلام سلما مع الحوثي، أو يبالغ في أمانيه وأحلامه، فمن أراد السلام رفع سلاحه وهذا شعار يتخندق خلفه الحوثيون، وليكن التعامل معهم بنفس المنطق، إن أردنا السلام لا بد من معركة فاصلة حاسمة وناجزة، تعيد للمواطن ثقته في الشرعية والحكومة بعد سبع سنوات من التخادم والتخاذل والخيانات التي كسرت كل أمل بجوف المواطن اليمني المتطلع لكسر الحوثي وتحييده وكل شروره.


والثانية لأزلام الحوثي ومن يسوقون بأنه منتصر وأن الهدنة جاءت نتيجة ضعف المناهضين له ويأس دول التحالف في كسره، بأن عليكم -الحوثيين-‏ أن تدركوا أن ليس هناك هزائم دائمة ولا انتصارات دائمة، فالزمن دوار، وأبشروا بأنكم ستدفعون الثمن مرتين، عاجلا وليس آجلا.

المرة الأولى دفعتموها وما زلتم بقبولكم أن تكونوا وقودا لحرب الحوثي وأسياده من ملالي إيران ضد الشعب اليمني، والثانية ستدفعونها مضاعفا لأن الخلاص منكم قادم ولن ينقذكم أحد ولأن خصمكم الشعب بأكمله فلا يمكنكم تسويق مظلوميات كاذبة تستعطفوا بها الناس بعد أن بدا سوءكم وإرهابكم.