د. ياسين سعيد نعمان

د. ياسين سعيد نعمان

تابعنى على

اليمن و"الرؤية البريطانية".. توضيح حول ما نشر

Thursday 27 April 2023 الساعة 05:52 pm

اطلعت خلال اليومين الماضيين في مواقع التواصل الاجتماعي وفي عدد من المواقع الإعلامية على موضوع بعنوان "هل أجمعت الأطراف المتصارعة على الرؤية البريطانية؟" للباحث في المركز الديمقراطي العربي الأستاذ عمر سعد.

 والموضوع يتحدث عن "رؤية بريطانية" لحل القضية اليمنية يتم فيها التخلي للحوثي عن الأراضي التي هي بقبضته، مع تثبيت واقع على الأرض أسماه الكاتب انفصاليا.. الخ. 

والحقيقة أن الحديث عن "رؤية بهذه العناصر" لدولة تمسك القلم في مجلس الأمن للقضية اليمنية، مسألة في غاية الأهمية، ويجب التعاطي معها بقدر كبير من المسؤولية، ولذلك كان لا بد من توضيح حقيقة الموقف البريطاني الرسمي في ضوء ما نشر، وتكرر نشره في أكثر من موقع، توخياً لأي إرباك للرأي العام في هذا الظرف الحساس:-

1- لا توجد أي "رؤية" رسمية بريطانية بالعناصر التي يتم تداولها في ضوء ما نشره المركز المذكور.

والناشر لم يذكر المرجعية التي تم الاعتماد عليها في الحديث عن تلك "الرؤية" سوى حديث صحفي قديم لسفير بريطاني سابق "مايكل آرون"، لم يذكر منه سوى جمل مجتزأة.

 كما أن الحديث عن رؤية بهذه المعطيات يجب أن يستند إلى ما تنشره وزارة الخارجية البريطانية في مواقعها الرسمية، لا إلى حديث يتيم لسفير لا ندري شيئاً عن الظروف التي أدلى في ظلها بمثل ذلك الحديث عام 2019.

2- في لقاءاتنا المستمرة مع المختصين في وزارة الخارجية البريطانية وغيرها من المؤسسات المعنية، لم يتطرق أي مسئول لأي مبادرة بهذه العناصر التي يجري تداولها.

فالموقف الرسمي للحكومة البريطانية هو دعم السلطة الشرعية بقيادة مجلس القيادة الرئاسي ورئيسه الدكتور رشاد العليمي، ودعمها في مواجهة الانقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية، وإنهاء الحرب وتحقيق السلام وفقاً للمرجعيات الثلاث، وهي تدعم جهود الأمم المتحدة الرامية إلى تسوية سياسية يتفق عليها اليمنيون، وتدعم كذلك الجهود الإقليمية.

3- في الزيارة الرسمية التي قام بها وزير الخارجية الدكتور أحمد عوض بن مبارك في مارس من هذا العام لبريطانيا والتي التقى فيها بالمسئولين في وزارة الخارجية والبرلمان وشاتم هاوس وغيرها من المؤسسات البريطانية، لم تطرح مثل هذه "الرؤية" لا من قريب ولا من بعيد.

وهناك آراء فيما يخص تسهيل عملية السلام، ومعالجة القضايا الإنسانية، ودعم جهود الأمم المتحدة، وبعض الأفكار العامة التي لا تتعارض مع الحل السياسي الذي يحقق سلاماً عادلاً ينهي أسباب الحرب ويؤدي إلى تسوية يتفق عليها اليمنيون.

4- على الرغم من المساحة الواسعة التي يناقش فيها الباحثون السياسيون البريطانيون الحل السلمي في اليمن، إلا أن مثل هذه الرؤية وبمثل هذه العناصر لا تطرح، وربما يطرح ما يشبهها بعض "المتبرعين" اليمنيين ممن يقدمون أنفسهم للدوائر البريطانية ك"دعاة للحل السلمي".

 والباحثون بدورهم يعيدون تدويرها من باب استطلاع الرأي، لكنها لا تعبر عن رؤية للحل. 

ولذلك وجب التوضيح.

*سفير اليمن لدى بريطانيا 

*من صفحة السفير على فيسبوك