عبدالرحمن بجاش

عبدالرحمن بجاش

تابعنى على

مقبرة وليست مستنقعًا!

Sunday 05 November 2023 الساعة 04:04 pm

قال إسحاق رابين ذات حرقة:

أتمنى أن أنام وأصحو ولا أجد غزة أمامي…

تقول الجغرافيا إن قطاع غزة:

هو المنطقة الجنوبية من السهل الساحلي الفلسطيني على البحر المتوسط، على شكل شريط ضيق شمال شرق جزيرة سيناء، وهي إحدى منطقتين معزولتين (الأخرى هي الضفة الغربية). 

سمي قطاع غزة نسبة لأكبر مدنه: غزة.

لم يثبت سبب تسميتها غزة، لأن الأمم التي مرت عليها غيرت اسمها أكثر من مرة، كانت تعرف ب-: هزاتي لدى الكنعانيين، وغزا لدى الفراعنة، وعزاتي وفازا لدى الآشوريين واليونانيين، وغادر لدى الصليبيين، الإنجليز يطلقون عليها اسم غزة “Gaza”.

يقول التاريخ:

عارف العارف، وهو مؤرخ فلسطيني، ومن بيت المقدس، في كتابه الصادر عام 1934، قال عنها في كتابه:

“من أقدم المدن التي عرفها التاريخ، إنها ليست بنت قرن من القرون، أو وليدة عصر من العصور، وإنما هي بنت الأجيال المنصرمة كلها، ورفيقة الفائتة كلها، من اليوم الذي سطر التاريخ فيه صحائفه الأولى إلى يومنا هذا”.

ولماذا سميت: غزة هاشم؟

لأن قبر هاشم بن عبد مناف جد الرسول، صلوات الله وسلامه عليه، موجود بها، وهي أيضًا مسقط رأس الإمام الشافعي المولود عام 767.

وسميت مقبرة الغزاة لتاريخها في مقارعة المحتلين من أيام المماليك وحتى الاحتلال الإسرائيلي.

وفي التاريخ الحديث، سقطت غزة بيد القوات البريطانية أثناء الحرب العالمية الأولى، وأصبحت جزءًا من الانتداب البريطاني على فلسطين، ومن عام 48 تولت مصر إدارة القطاع، احتلتها إسرائيل في عام 67، وفي عام 1993 تولتها السلطة الفلسطينية.

درج الإعلام الغربي والإسرائيلي على الإشارة الدائمة في الأخبار إلى “مستنقع غزة”، بينما أثبتت غزة في صفحات التاريخ من المماليك وإلى “طوفان الأقصى”، أنها مقبرة الغزاة، وأن المحتلين هم من ينطبق عليهم “مستنقع”.

وأيًا تكن النتيجة لعملية طوفان الأقصى، سيسجل التاريخ أن الفلسطينيين مرغوا وجه إسرائيل في التراب بجيشها الذي “لا يقهر”، وأنه لولا أمريكا والغرب عمومًا لكانت النتيجة شيئًا آخر، على أن القضية الفلسطينية لن تعود إلى الملفات المغبرة، وأن أوراق التطبيع تطايرت ورقة ورقة، وأن نتنياهو باتت أيامه في الحكم معدودة.

 لذلك لا بد من إعادة الحساب من جديد، ولا بد لإسرائيل أن تعيد بناء مبنى اتفاقية أبراهام أو إبراهيم، من جديد، فالدم الذي سكبه الأطفال والنساء والشيوخ، سيظل همًا في الليل، وخزيًا في النهار، لأي حاكم عربي يفكر في التطبيع.

خلاصة الأمر:

إن سياسة الغرب مستنقع…

خلاصة نظرة إسرائيل للبشر مستنقع

خلاصة العالم “المتحضر” مستنقع

خلاصة سياسة العرب بعد عبدالناصر، أنتم قولوا..

وحده الشعب الفلسطيني من ترفع له الأكف:

تحية

احترامًا

تقديرًا

هو وحده من يقدم الآن أطفاله ونساءه وشيوخه قربانًا لتحرير الأرض.

هو وحده من سيصل لحقه..

غزة مقبرة للغزاة.

حيث يرتفع علم الإنسان.

هو الإنسان الذي سينتصر يومًا.

حقائق التاريخ تقول إن من يضحي في سبيل قضية عادلة:

ينتصر.

* نقلا عن موقع صحيفة النداء