عبدالرحيم الفتيح

عبدالرحيم الفتيح

تابعنى على

الحقيقة المغيبة بين قطر وعمان والحوثي...!!

منذ 5 ساعات و 57 دقيقة

خلال اضطرابات 2011 في اليمن، في إحدى غرف الدوحة المغلقة، جلس مسؤولون قطريون مع قيادات من جماعة الإخوان المسلمين اليمنيين.

بدأ القطريون حديثهم بهذا التساؤل: هل أنتم جاهزون لانقلاب عسكري على صالح؟ أو نترك من يفعل ذلك؟!

كانت الإشارة يومها إلى ميليشيا صاعدة من كهوف صعدة، اسمها "الحوثيون".

في ذلك الوقت، لم تكن قطر تهتم بسقوط صالح بقدر ما كانت تتوق لإشعال اليمن كنقطة ارتكاز لخلخلة خاصرة المملكة السعودية، الخصم الإستراتيجي في الرؤية القطرية المبطّنة، بهدف تمكين المشروع الإيراني الذي وجدت فيه الدوحة طوق نجاة من عزلتها الخليجية.

سلم صالح السلطة طواعية، وهو ما يعني أن الانقلاب العسكري القطري في اليمن تأجل إلى العام 2015م حينها انطلقت عاصفة الحزم لإحباط المشروع الفارسي وليس لكونه انقلابا، بدا في البداية أن قطر جزء من الإجماع العربي على كبح جماح الحوثيين، لكن سريعًا، انكشفت النوايا.

حين تأكد لقطر أن الحرب لا تستهدف صالح بل تضرب عمق الذراع الإيرانية في اليمن، انسحبت فجأة من التحالف، كان ذلك بعد حادثة صالة العزاء الشهيرة، حيث قُصفت قيادات الدولة، بصواريخ شاركت فيها طائرات قطرية، لإخلاء وجه صنعاء للحوثيين.

ثم تغيّرت الملامح- انسحاب سياسي، وتحول إعلامي كامل- إذ بدأت قناة الجزيرة تعزف نشيدًا جديدًا، لتتحول إلى منصة تبجيل للحوثي، تقدم مشروعه بوصفه "ثورة"، وتبثه كـ"مقاومة"، وتنفخ في صورته حتى صدّق بعض الحالمين أن عبد الملك الحوثي ينافس نيلسون مانديلا في الأخلاق، وجيفارا في الكفاح، وهتلر في القوة والجبروت!

فيما الوقائع تقول أن الحوثي أضعف ما يكون، انهزم في تعز على يد العميد عدنان الحمادي ومجموعة من المقاتلين ببنادقهم الشخصية، هُزم في الساحل الغربي وخسر الساحل كله بظرف ساعات وأوقف الأمريكيون زحف الأبطال بأوامر مباشرة، دعمها المال القطري والغطاء العماني. انهزم في مأرب أمام القبائل، وهُزم في الجنوب، حين طرده الجنوبيون بالعصي، لا بالدرون.

الحوثي لم يكن قويًا يومًا، بل قوته في ضعف الآخرين، في انقسام الصف، وفي عبثية التحالفات داخل الشرعية، وفي توجيه البوصلة التي حرّفتها قطر بذكاء خبيث، من مواجهة الميليشيا، إلى صراع داخلي في صفوف الشرعية نفسها.

أما صواريخ الحوثي التي تُنشد بها "الجزيرة" فهي لا تُقلق تل أبيب، بل تُفجّر في مأرب، وتعز، والحديدة، وتكبل بها الأصوات المعارضة، وإذا ما أخطأت الصواريخ الإيرانية طريقها نحو اسرائيل لتجميل زيف الصورة الحوثية فسرعان ما تحولها القبة الحديدية الإسرائيلية إلى شرر ضوء في السماء لا أكثر.

إن مشروع الحوثي هشّ، وإن غذّته أموال قطر. فالموت لا يُبنى عليه وطن، ومن لا يحمل مشروع حياة لا يمكن أن يُنتج إلا ركامًا، وسينتهي إلى ركام مهما لمع صورته إعلام النفط العماني، أو زيّنه المايكروفون القطري.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك