د. ياسر اليافعي
إلى أين تذهبون بنا يا أصحاب القرار في ملف الكهرباء؟
لا كهرباء تُذكر، والأسعار وصلت إلى مستويات خيالية!
أخبرني تاجر يملك سوبر ماركت أن الكهرباء لا تصله إلا أربع ساعات في اليوم، ومع ذلك تصل فاتورته إلى مليون ريال شهريًا.
قال لي ساخرًا: "تخيل لو كانت الكهرباء 24 ساعة، كم ستكون الفاتورة؟!"
وأضاف: "وانت عارف كيف القدرة الشرائية للناس اليوم، بالكاد يعيشون".
اللافت أن هذا التاجر اضطر إلى تركيب منظومة طاقة شمسية بتكلفة 35 ألف دولار، لأنه لا يمكن لأي سوبر ماركت محترم أن يعمل دون كهرباء شبه متواصلة لحفظ المواد الغذائية.
الحقيقة أن ما يحدث للناس اليوم هو استنزاف غير طبيعي، شيء لا يصدقه عقل، بسبب غياب الدولة، وغياب الحكم الرشيد، والرؤية الواضحة.
اجلسوا مع أنفسكم وفكروا قليلًا:
كم مليارات الدولارات أنفقت على منظومات الطاقة الشمسية؟
وكم مليارات أخرى يدفعها أصحاب الفنادق، المستشفيات، المحلات، على الوقود وقطع غيار المولدات؟
كل هذا يُستنزف من العملة الصعبة، ويتحمل عبئه المواطن الفقير، المنهك أساسًا.
هكذا تكون النتيجة حين يُبنى النظام من البداية على المحاصصة، والولاءات، وتوزيع المناصب لأبناء الشهداء أو المقربين، حتى وإن كانوا لا يفقهون شيئًا في إدارة الدولة.
كل يوم يمر، تتضاعف تعقيدات البلد، ويضيق معه أفق الوصول إلى حلول تخفف عن الناس مأساتهم.
ولم يتبقَّ لنا إلا الأمل بالله،
فهو وحده القادر على أن يُخرج هذه البلاد مما هي فيه.
من صفحة الكاتب على منصة إكس
