سمية الفقيه

سمية الفقيه

تابعنى على

اعترافات ترامب والإخوان.. عندما تكشف الحقائق خيانة الحلفاء

منذ 4 ساعات و 21 دقيقة

في عالم السياسة، لا تكفي الأقنعة طويلاً لتغطية الوجوه، ولا يظل التزييف قائمًا حين تتحدث كواليس الزعماء بصراحة. 

فعندما كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المعروف بصراحته المفرطة، أمام العالم دور قطر الواضح في دعم إيران، الدولة التي تغذي الحوثيين في اليمن بالسلاح والمال والأجندات التدميرية، وقال بوضوح: "إيران محظوظة بوجود قطر إلى جانبها، وتميم بن حمد يضغط علينا بكل قوته كي لا نقصف إيران. على الإيرانيين أن يشكروا أمير قطر لأنه يدافع عنهم".

 هذه شهادة سياسية موثّقة، صادرة عن أقوى دولة في العالم، تكشف حقيقة التحالفات الخفية وأدوات النفوذ الناعمة التي تستخدمها بعض الدول الإقليمية لدعم مشاريع طائفية في المنطقة، وفي مقدمتها المشروع الحوثي في اليمن.

وبالمقابل اين موقع  إعلاميي الإخوان من هذه الحقائق؟.. للأسف، لم نسمع تعليقًا واحدًا من "نخبة" الإخوان اليمنيين أو أبواق حزب الإصلاح، الذين ملأوا الدنيا صراخًا حول ما يسمونه "تحالفات الماضي"، وراحوا ينبشون في أرشيف علاقات بعض القادة الجمهوريين مع الحوثيين، في محاولات يائسة لتبرير فشلهم السياسي والعسكري.

لكنهم تجاهلوا عن عمد هذه الشهادة الصريحة من ترامب، لأنها تمس أحد أهم داعميهم الإقليميين -قطر-. تجاهلوا كيف أصبحت الدوحة مظلة للحركات المتطرفة، ومصدر تمويل رئيسي للإعلام المأجور، وممرًا للدعم الذي يتسلل إلى الحوثيين عبر قنوات إيرانية.

لقد نعقوا وظلوا ينعقون متجاهلين ان الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح، واجه الحوثيين في قلب صنعاء، ولم يهرب، ولم يبحث عن ملاذ في أنقرة أو الدوحة، بل قاتل حتى استشهد شهيدًا جمهورياً وطنيًا، مدافعًا عن سبتمبر والجمهورية. 

ولم يكن صالح هو الحاكم حين سقطت صنعاء، ولم يكن قائدًا عسكريًا أو رئيسًا للدولة عندما دخل الحوثيون عمران، وهذا أثبتته الأيام بشهادات منتمين للإصلاح والتي كان آخرها ظهور البرلماني صلاح باتيس وحديثه الشهير عن موقف مقابلته لعبدربه منصور هادي ووزير دفاعه ليلة سقوط صنعاء بيد الحوثيين.

في المقابل، كان بعض من يدّعون اليوم البطولة، يباركون دخول الحوثيين لعمران، بل وصرّحوا بأن "عمران عادت لحضن الدولة"، في مشهد من النفاق السياسي والتواطؤ الوطني، بينما تركوا اللواء القشيبي يواجه مصيره دون إمداد أو إنقاذ، تمامًا كما تركوا اليمن كلها لقمة سائغة في فم المشروع الطائفي الإيراني.

لماذا لا يعترف الإخوان بالحقيقة ويواصلون الآن عبر أبواقهم محاولة تضليل الشعب؟.. فالآن حان وقت الحقيقة وعلى إعلاميي الإخوان ومثقفيهم وناشطيهم أن يتوقفوا عن العويل حول ماضٍ أصبح مكشوفًا، وينظروا إلى واقعهم المتورط في خيانات سياسية متكررة، يتحرك بأجندات خارجية لا تخدم اليمن، ولا تعيد الشرعية، ولا تنقذ الجمهورية. 

فالشعارات لا تحرر وطنًا، والتستر على داعمي الحوثي لن يعفيكم من التاريخ.

إن من يسكت عن دعم قطر لإيران، ويتغاضى عن تصريحات ترامب المدوية، لا يملك الحق في التنظير على الشعب، ولا يحق له تصدير اتهامات لأطرافٍ كانت-ولا تزال- في قلب المعركة، بينما كان هو مجرد ظِلّ على جدار دولة تبحث عن كرامتها.